الأمن يفرق تظاهرة أمام سفارة الجزائر.. ووقفة احتجاجية تحمل شعار «كرامة المصرى أولاً»

الأمن يفرق تظاهرة أمام سفارة الجزائر.. ووقفة احتجاجية تحمل شعار «كرامة المصرى أولاً»

٢٠/ ١١/ ٢٠٠٩

<table dir=rtl cellSpacing=0 cellPadding=0 border=0><tr><td> الأمن يفرق تظاهرة أمام سفارة الجزائر.. ووقفة احتجاجية تحمل شعار «كرامة المصرى أولاً» Photo

</IMG></TD></TR>
<tr><td></TD></TR>
<tr><td align=right width=240>رجال الأمن فى السودان فشلوا فى حماية الجماهير المصرية
</TD></TR></TABLE>

تجمع عشرات من الشباب المصرى، فجر أمس الخميس، أمام مقر السفارة الجزائرية بالقاهرة، منددين بالاعتداء على الجمهور المصرى عقب مباراة منتخبى مصر والجزائر فى السودان.
وقال عدد من المشاركين فى التجمع إن عدد المشاركين تجاوز ٢٥٠ شخصا، لكن قوات أمن كثيفة تطوق المنطقة التى تقع فيها السفارة فى حى الزمالك، قامت بتفريقهم وإبعادهم بعدما رددوا شعارات صاخبة، من بينها المطالبة بطرد السفير الجزائرى و«الثأر للمصريين من كل الجزائريين المقيمين فى مصر».
وفى المقابل، بدأ وصول مئات من الجمهور المصرى من العاصمة السودانية الخرطوم فجر أمس بعد ساعات طويلة من تعطل وصول ما يقرب من ١٠ آلاف مشجع مصرى سافروا خلال اليومين الماضيين لمساندة المنتخب.
ونفت مصادر ومؤسسات رسمية مصرية، بينها وزيرا الإعلام والصحة، وقوع أى وفيات بين المصريين فى السودان، فى حين تحدثت تقارير عدة عن وفاة شخصين وإصابة عشرات، بينهم فنانون ومثقفون وإعلاميون.
وشهدت الساعات التالية للمباراة هجوما واسعا على التهاون الأمنى فى الجانب السودانى الذى لم يتمكن من السيطرة على الأمور، فى حين هاجم البعض الحكومتين المصرية والجزائرية باعتبارهما مسؤولتين عما حدث.
وقال الكاتب ونائب البرلمان المصرى مصطفى بكرى، لبرنامج «القاهرة اليوم» بفضائية أوربت إن هناك «تهاوناً شديداً من جانب السفارة المصرية فى السودان»، مشيراً إلى أن رجال السفارة كانوا موجودين حتى خرج «ابنا الرئيس المصرى جمال وعلاء مبارك من مطار الخرطوم وأنهم اختفوا بعدها».
وطالب بكرى بإقالة الحكومة المصرية التى فشلت تماماً فى تأمين مواطنيها الذين تعرضوا لإصابات متفاوتة.
واستنجد المطرب محمد فؤاد بالبرنامج نفسه عبر الهاتف، قائلاً إنه يتعرض للموت على أيدى جزائريين بشكل مباغت، وأنه شخصياً لم يجد مهربا من المطاردات قبل أن يختبئ مع عدد من زملائه الفنانين، بينما قال عقب وصوله القاهرة لقناة «نايل سبورت» إنهم اختبأوا فى مكتب وكالة طارق نور للإعلان.
فى المقابل، بدأت خلال ساعات الليل دعوات واسعة لتظاهرات ووقفات احتجاجية فى العاصمة المصرية احتجاجاً على ما جرى للمشجعين المصريين فى السودان، بينها تظاهرة فى ميدان مصطفى محمود بحى المهندسين حملت شعار «كرامة المصرى أولاً».. تحدد لها اليوم بعد صلاة الجمعة.
وقال الداعون للتظاهرة إنها تنبه الحكومة لضرورة وجود رد على الإهانات التى يتعرض لها المصريون فى الداخل والخارج، كما أعُلنت وقفة احتجاجية ثانية أمام السفارة الجزائرية بالقاهرة التى شهدت طيلة الأسبوع الأخير كثافة أمنية مشددة خوفا من تحرشات أو تهديدات من شباب مصريين تم شحنهم إعلامياً بشكل واسع.
وتوارت بشكل واسع فى مصر بعد الاعتداء على الجمهور المصرى الدعوات لنبذ العنف وضبط النفس، وظهرت حالة من التشنج الشعبى الواضح، زادتها الفضائيات حدة، خاصة مع انتشار صور فوتوغرافية ومشاهد فيديو مصورة لتعرض المصريين للعنف على أيدى الجزائريين.
على جانب آخر، استنكر عدد من الكتاب والمثقفين حالة الصدام التى تسبب فيها تهاون الحكومتين المصرية والجزائرية فى التعامل مع الأزمة منذ بداية تفجرها، خاصة أن وسائل الإعلام فى البلدين لعبت الدور الأكبر فى زيادة حالة الاحتقان فى الشارعين - على حد قولهم.
وقال المفكر المصرى نادر فرجانى: «فى الرياضة يخرج اللاعبون والجمهور من المباراة متعانقين متحابين، بغض النظر عن نتيجة المباراة، وهكذا يجب أن تكون العلاقة بين مصر العروبة وجزائر المليون شهيد، لكن حكم الفساد والاستبداد يلهى الجماهير عن واقع الفقر والقهر بالتعصب الأعمى وليس بالروح الرياضية السمحة».
وقال الكاتب سليم عزوز، إن الشحن الإعلامى هو المسؤول عن الانفلات الذى جرى، فضلاً عن الحضور السياسى غير المبرر «فلو أن الرئيس مبارك التقى الفريق الجزائرى ورحب به لساهم فى نزع فتيل الأزمة، ولو أن الرئيس الجزائرى انتصب خطيباً وخاطب الغوغاء فى بلاده لما فعلوا ما فعلوه».
وقال المفكر الجزائرى محيى الدين عميمور: «مازال الشحن الإعلامى مستمراً، والسبب بسيط فليس هناك فى مصر أو الجزائر قيادات سياسية تتمتع بالمصداقية وتملك النفوذ الشعبى الذى يمكنها من استقطاب الجماهير واستيعاب حركتها، لكن عندنا حكومات، والحكومات التى لا تستند إلى واقع حزبى راسخ لا قيمة لكل ما تقوله».
وعبّرت الإعلامية المصرية منى سلمان عن صدمتها من المستوى الذى وصل إليه «الحوار بين الشعبين والتلاسن وسوء الظن» الذى اعتبرته جنونياً ويحتاج إلى التحليل لمعرفة إذا ما كان إحباطاً يشعر به الشعبان لأسباب داخلية ويعبر عن نفسه بهذه الطريقة. وتمنت أن يكون هناك تفسير لهذه الحالة من الهستيريا غير مجرد التعصب للكرة وإلا «فإن أشياء كثيرة تكون قد فقدت معناه».
ووقع ١١ من أساتذة الجامعات الجزائريين بياناً وزع أمس نددوا فيه بـ«الأسلوب الشوفينى المقيت» الذى أدارت به بعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة فى الجزائر ومصر بجميع أنواعها المرئية والمسموعة والمكتوبة تغطية مباراة كرة القدم بين المنتخبين الشقيقين، التى حولت، بحسب البيان، التنافس الرياضى الأخوى النبيل إلى «قتنة بين الشعبين».
وأضاف البيان أن التلاحم بين الشعبين لا يمكن أن تهزه بعض الممارسات الإعلامية والسياسية غير المسؤولة التى أخطأت فى معالجتها «الشوفينية» وألفاظها وعباراتها القاسية وتحريضها للشباب.
ودعا البيان السلطات المعنية فى البلدين إلى تبنى خطاب إعلامى ومواقف «تتميز بالرزانة والوعى بالمخاطر التى يمكن أن يؤدى إليها الخطاب المتشنج من نشر ثقافة الكراهية والحقد المتبادل».