استخدمها لاعبو الكرة

في الصميم
بقلم : مجدي سالم
استخدمها لاعبو الكرة
استفت قلبك ولو أفتوك

يقول الله سبحانه وتعالي "ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلي الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا" "سورة النساء 59".
هكذا بين الله سبحانه وتعالي طبيعة العلاقة بين الرعية وأولي الأمر منهم وإلي أي مدي يمكن أن تكون طاعة الرعية لأولي الأمر وهل يمكن أن يحدث خلاف بين أولي الأمر والرعية وكيف يتم حسمه وإلي من يحتكم أي منهم ضد الآخر.
وحتي لا يفهم البعض كلامي خطأ فإنه من الممكن أن يخالف بعض الرعية أولي الأمر فتعطي هذه الآية ولي الأمر الاحتكام إلي كلام الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم فيفرض ولي الأمر سلطانه علي الرعية بما أعطاه الله من حقوق وما بين حكم الله فيما اختلفوا فيه أو تنازعوا عليه.
لنبيين ما سبق مع حالة نعيشها اليوم.. أصدرت الحكومة وهي ولي الأمر اليوم قرارات تتعلق بتنظيم شئون الحج والعمرة ومنعت كبار السن ممن هم فوق الخامسة والستين من السفر وكذلك الشباب ممن هم دون الخامسة والعشرين بسبب الخوف من تفشي مرض أنفلونزا الخنازير.
بكل تأكيد هذه القرارات لم ترض الناس وخاصة المشتاقين منهم لأداء العمرة وأداء فريضة الحج.. ومن أجل حسم ما يمكن أن يحدث من خلاف نتيجة عدم طاعة ولي الأمر في تنفيذ القرارات التي اتخذها من أجل الصالح العام وصالح المسلمين وحدوث نزاع كان لابد من العودة إلي كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم وبيان حكم ما فيهما تجاه هذا النزاع فكان ما خرج عن المفتي وكبار العلماء من فتاوي تحسم الأمور وتساند ولي الأمر إذا كان علي حق في تنفيذ قراراته.
تلك قضية تم حسمها باتباع الآية الكريمة.
والآن لنأتي إلي قضية أخري قد تبدو في نظر البعض تافهة ولكنها أيضاً لا تقل أهمية عن الأولي لأنها أيضاً تتعلق بعبادة وركن من أركان الإسلام وهو الصيام.
كثر الحديث عن إفطار لاعبي الكرة سواء عند لعب المباريات أو في أثناء التدريبات.. ولي الأمر للاعب الكرة هو مدربه في هذه الحالة.. حدث نزاع بين المدرب واللاعب الأول يطالب اللاعب بالإفطار ويقدم مبرراته واللاعب يرفض الإفطار ويصر علي الصيام.. يسعي المدرب لفتوي لإقناع اللاعب بالإفطار فيطلبها من المفتي ومن كبار العلماء فيقدم له البعض الرخصة ويرفض آخرون ويقولون إن الرخص محددة.. ويحاول البعض استخدام القياس لتفصيل فتوي ترضي المدرب وأصحاب شعارات المهمات القومية وفي النهاية يجد اللاعب نفسه أمام فتاوي متضاربة.. لنري ما حدث: لم يفطر كثير من اللاعبين في مباراة مصر الأخيرة مع رواندا رغم انه كان من الممكن استخدام رخصة السفر.. ولكن هذه أيضاً لها شروط أهمها أن يعقدوا نية استخدام رخصة الإفطار من أجل السفر.. وقبل السفر والثاني أن يكون الإفطار في المدة المحددة كلها وليس يوم المباراة فحسب حتي لا يكون الإفطار من أجل المباراة.. وهكذا.
الذي قصدته في كل ما سبق ان الاحتكام إلي الله ورسوله عند الاختلاف أمر ضروري وان النية عند الاحتكام يجب أن تكون خالصة لوجه الله وابتغاء الوصول للحلال والتفريق بينه وبين الحرام لا من أجل الوصول لنتيجة ترضي هوي السائل مثلما فعل البعض عندما طالبوا اللاعبين بالإفطار واستخدموا مختلف الأساليب لاجبارهم علي ذلك.. وكلها لم تفلح لأن الإنسان المسلم مؤمن بأنه في الحالات التي تتعلق بالعبادات عليه أن يأخذ دائماً بما جاء في الأثر: استفت قلبك.. ولو أفتوك.