حالة من السعادة غمرت صناع فيلم دكان شحاتة مع بدء الاحتفال بالعرض الخاص للفيلم وإعلان انتهاء كل المشاكل التى واجهته مع الجهات الرقابية والتي كادت أن تحرم الجمهور من عرض الفيلم بعد معارك شرسة خاضها المخرج خالد يوسف مع الرقابة على المصنفات الفنية في مصر وعدد من الجهات السيادية.
ومن المقرر أن يبدأ عرض الفيلم دون حذف لأي مشهد من مشاهده سواء في العرض الخاص بالصحفيين والنقاد أو العرض الجماهيري في مصر والدول العربية حيث سيبدأ عرض الفيلم في مصر و الدول العربية في التوقيت نفسه.
وسيبدأ العرض عربياً من البحرين ثم الإمارات ثم الكويت ثم لبنان وسوريا وشهد العرض الخاص للفيلم حضور كل أبطاله وعلى رأسهم هيفاء وهبي ومحمود حميدة وغادة عبد الرازق وعمرو سعد وعمرو عبدالجليل ومحمد كريم وصبري فواز والمؤلف ناصر عبد الرحمن والمنتج كامل ابو على.
وعقب العرض الخاص للفيلم أقيم مؤتمر صحفي بحضور أبطال الفيلم وصناعه أداره المخرج خالد يوسف بعد أن قدم أبطال الفيلم للحضور وشكر جميع العاملين فيه.
وتحدث خالد يوسف عن أزمته مع الرقابة على المصنفات الفنية والتى وصلت إلى مرحلة تدخل الجهات السيادية قائلاً "دائماً ستكون هناك مشكلة ما بين الرقابة والإبداع، لأن الابداع قائم على الحلم والحرية ولا يجوز أن نطبق الرقابة على أحلامنا فتجد نفسك في الحلم مطلوب منك أن تحلم بجزء وتترك الآخر .
وأضاف: "نحن في هذا العصر الذي نتباهى فيه بالحرية والديمقراطيه لا أعرف لماذا تصبح الرقابة على الأعمال الفنية بهذا التشدد على عكس الرقابة التي تمارس على وسائل الإعلام الأخرى، والأخطر هو تدخل جهات أخرى غير الرقابة رغم أن القانون لا يعطى أي جهة غير الرقابة على المصنفات الفنية حق المنح أو المنع في الأعمال السينمائية.
واضاف: مع كامل احترامي لكل الجهات السيادية التي تدخلت فإنه ليس من مهامها أن تراقب فيلم سينمائي بل لديها مهام أخطر بكثير تتعلق بالأمن القومي لمصر، وأنا أدعو إلى تغيير نظرة النظام للابداع ولسنا في مجال للمزايدة على حب مصر ومصلحتها بل لابد أن يتركونا نعبر عن مشاكلنا حتى نستطيع حلها ولا أخفي عليكم أني صرت أحلم الآن بأن أصحوا من نومي يوماً ما لأجد أن الرقابة قد ألغيت وترك الإبداع أمانة بين يدي ضمير المبدعين و وجدان الناس"
وحول مشهد النهاية الذي تسبب في الأزمة مع الرقابة، قال يوسف "كما شاهدتم المشهد لايسئ لأحد ولكنه يقول رسالة فحواها أنه لو استمرت الأوضاع على ما هي عليه فإن الظلم الاجتماعي سيوصلنا لحالة من الفوضى العامة وأننا إذا قتلنا البراءة والطيبة والتسامح فإننا سنسمح للمتطرفين أن يخرجوا من جحورهم وستنتشر البلطجة ويفقد الناس الشعور بالأمن ."
ووجه الحضور العديد من الاسئلة حول هيفاء وهبي بطلة الفيلم فقال "هيفاء فاقت بأداءها كل توقعاتي وأثبتت أنها ممثلة موهوبة جداً ومستقبلها في التمثيل سيكون أكبر بكثير من مستقبلها في الغناء واعتقد أن المستوى الذي ظهرت به هيفاء في تجربتها الأولى يعنى أنها ستكون واحدة من أفضل الممثلات في السينما المصرية خلال السنوات العشر القادمة".
وكشف خالد يوسف عن تفاصيل تعامله مع هيفاء وقال "أكبر ميزة في هيفاء أنها دؤبة في عملها ولا تكل ولا تتعب من العمل وظلت تعمل معي لمدة شهرين كاملين في بروفات متواصلة للوصول لكل تفاصيل شخصية "بيسة" التي جسدتها في الفيلم.
أما هيفاء وهبي فقالت "تركت نفسى أمانة بين يدي المخرج خالد يوسف وكلي ثقة في قدراته على أن يقدمني بشكل مميز، وأشكر الظروف التي وفرت لي التعاون مع خالد، ورغم أني قرأت عشرات الأعمال قبل "دكان شحاتة" وتلقيت عشرات العروض إلا إنني فضلت العمل في "دكان شحاتة" لأنهم لم يرغبوا في التعامل معى كفتاه لبنانية قادمة من المطار على الاستوديو ولكن وضعوني في منطقه جديدة وهي منطقة الفتاة المصرية ابنة البلد الجدعة التي تعيش قصة حب حقيقية وبكل تلقائية".
كما تحدث الفنان عمرو سعد موضحاً أن ارتباط الممثل بمخرج معين أمر ليس بالجديد على السينما المصرية، فقد ارتبط الفنان عادل إمام بالمخرج شريف عرفه في ستة أفلام، وارتبط أحمد زكي ونور الشريف بالمخرج عاطف الطيب في عدد كبير من الأفلام، وأضاف عمرو أنه في كل عمل مع خالد يوسف يكتشف في نفسه أشياء جديدة وقدرات لم يكن يعرفها لولا توجيهات خالد يوسف.
وخلال المؤتمر الصحفي نفت الفنانه غادة عبد الرازق ما أثير حول حدوث مشاكل بينها وبين هيفاء وهبي.
وأكدت على سعادتها بالعمل مع هيفاء واستمرار تعاونها مع المخرج خالد يوسف الذي أعاد اكتشافها وقدمت معه أهم أعمالها الفنية وقالت "دكان شحاته واحد من أهم الأعمال التي قدمتها واعتز كثيراً به لأنه أخذ مني مجهود كبير".
كما أوضح الفنان الكبير محمود حميدة أنه ليس مسؤل عن الأفكار السياسية التي يتبناها الفيلم لأنها تعبر عن آراء المؤلف والمخرج وليس عن أفكار الممثلين لأن الممثلين مجرد أدوات لتوصيل هذه الأفكار، كما أكد حميدة على سعادته بالتواصل مع الأجيال الجديدة من الممثلين الشباب أمثال عمرو سعد وكشف منتج الفيلم كامل أبو على أنه رتب لسفر فريق عمل الفيلم إلى مهرجان كان لعرض الفيلم ضمن أفلام سوق الفيلم فى المهرجان.