مجرد رأي.........بقلم‏:‏ صلاح منتصر.......الثلاثاء 21/10

مجرد رأي
بقلم‏:‏ صلاح منتصر

برج القاهرة الجديد
<table cellSpacing=0 cellPadding=0 width=70 align=left border=0><tr><td align=middle></TD></TR></TABLE>لم يلتفت كثيرون إلي عملية التجديد الناجحة التي جرت لبرج القاهرة‏:‏ تجديد طبقة الخرسانة التي تكسو المبني وإقامة سلم داخلي احتياطي لتأمين النزول في أي حالة طواريء وإضافة بعض الأدوار‏,‏ وغير ذلك الإضاءة الجميلة الناعمة التي زين بها ليلا‏,‏ وتشكيلة ألوان المصابيح الصغيرة التي أحاطت به في تنسيق جميل جعلته يبدو‏,‏ وهو المقام علي شكل زهرة اللوتس كعمود شامخ من الضوء المتعدد الألوان‏,‏ وهو عمل يستحق التحية لأنه يهدم عادة درجنا عليها وهي اهمال أي مبني وتركه للزمن وغباره وترابه دون صيانة أو تجديد إلي أن يتآكل أو يحترق‏!‏ وقد تكلفت التجديدات حسب معلوماتي‏15‏ مليون جنيه لمبني لو أقيم اليوم لتكلف أكثر من‏200‏ مليون جنيه في حين أن تكلفته عند إكتمال بنائه عام‏1961‏ ــ بعد خمس سنوات عمل ــ كانت في حدود‏3‏ ملايين جنيه‏,‏ دفعها الأمريكيون لغرض مختلف تماما غير بناء البرج‏,‏ فقد أرادت أمريكا في عهد الرئيس إيزنهاور كسب جمال عبد الناصر‏,‏ وأرسلت إليه ستة ملايين دولار‏(‏ كان الدولار يساوي في ذلك الوقت اقل من خمسين قرشا‏)‏ للإنفاق منها كما يريد دون تقيد بمستندات وإجراءات حكومية‏,‏ وقد فكر عبد الناصر في إعادة المبلغ‏,‏ ثم قرر استخدامه في بناء البرج لترتفع فوقه سارية لاسلكي كانت المخابرات المصرية في حاجة إليه لعملها‏!‏ صمم البرج المهندس المصري نعوم شبيب من الخرسانة المسلحة علي شكل زهرة اللوتس إحدي الزهور المصرية القديمة التي يزين رسمها جدران المعابد‏,‏ ويرتفع البرج‏187‏ مترا وهو أعلي ارتفاع لأي مبني في كل مصر‏,‏ ويزيد علي ارتفاع الهرم الأكبر‏43‏ مترا‏,‏ ويتكون البرج من‏16‏ طابقا ويقف علي قاعدة من الجرانيت التي تم إحضارها من أسوان‏,‏ والتي استخدمها المصريون القدماء في بناء معابدهم ومقابرهم‏,‏ وفي الطابق الرابع عشر‏(‏ علي ارتفاع‏160‏ مترا‏)‏ أقيم مطعم دوار يتسع نحو‏80‏ فردا‏,‏ عدا كافتيريا في الدور الخامس عشر تعد مرصدا للقاهرة من مختلف الاتجاهات‏,‏ تحية للذين جددوا البرج الذي كان قد تهالك وأصبح معلما جميلا من معالم القاهرة‏!‏