كل يوم...........بقلم : مـرسي عطـا الـلـه..........الثلاثاء 21/10

كل يوم
بقلم : مـرسي عطـا الـلـه

(‏15‏)
<table cellSpacing=0 cellPadding=0 width=70 align=left border=0><tr><td align=middle></TD></TR></TABLE>عندما أقلعت طائرات الضربة الجوية الأولي باتجاه تنفيذ مهمتها في الساعة الثانية من بعد ظهر يوم السادس من أكتوبر‏,‏ سادت مركز العمليات الرئيسي للقوات الجوية ـ ولعدة دقائق متصلة ـ حالة من الصمت والترقب‏,‏ بينما كان رجال الاستماع العسكري يتابعون من خلال شبكة لاسلكية خاصة أحاديث الطيارين في الجو ويتلقون تقارير عن أعمالهم‏.‏ في هذه اللحظات التاريخية والحاسمة من عمر الوطن ومصير الحرب‏,‏ كان اللواء محمد حسني مبارك قائد القوات الجوية يدخل علي شبكة إعادة إرسال استقبال خاصة يتنصت لبلاغات الطيارين وأحاديثهم‏,‏ ويتدخل أحيانا موجها ومهنئا‏!‏ وأيضا كانت هناك مجموعة كبيرة من الضباط تجلس أمام التليفونات لتلقي البيانات حسب التوزيع المتفق عليه‏,‏ فلكل ضابط مجموعة من الطيارين مكلف بمتابعة سير عملياتهم من خلال مصادر متنوعة لكي تتحول هذه المعلومات إلي بيانات تظهر تباعا علي لوحات كبيرة أمام قاعدة القوات الجوية موضحا بها الأعداد والأنواع والأسماء الكودية للتشكيلات‏,‏ حيث إن كل تشكيل قتالي له اسم حركي موضوع علي لوحات خاصة في غرفة العمليات‏,‏ وكان الاسم الكودي يومها هو صدام‏.‏ المنظر في غرفة عمليات القوات الجوية منظر مهيب‏...‏ إنها خلية نحل تعمل في نظام بالغ الدقة‏,‏ وبحماس يعكس كل مظاهر النشاط والهمة‏,‏ وفجأة تنفرج أسارير الجميع وتظهر الفرحة علي الوجوه منهية حالة الصمت والترقب بمجرد أن ظهرت بشائر الفرحة علي وجه قائد القوات الجوية الذي التقط سماعة التليفون ليبلغ المشير أحمد إسماعيل وزير الدفاع في مركز العمليات الرئيسي للقوات المسلحة المركز رقم‏10‏ بأن الضربة الجوية قد نجحت في تنفيذ مهامها بكفاءة عالية تفوق جميع التقديرات وفي أوقاتها المحددة‏.‏ ويصدر قائد القوات الجوية التعليمات لمساعديه وهو يهنئهم ويهنئونه علي هذا الانجاز العظيم‏...‏ ثم يترك مقعده الذي لم يبرحه منذ أن بدأت المهمة‏,‏ وحتي اطمأن إلي تمام تنفيذ المهمة لكي يثير الحماس في نفوس الضباط‏,‏ وصف الضباط الموجودين داخل غرفة العمليات من خلال تفقده العمل في جميع الأقسام‏.‏ ويتوقف اللواء مبارك أمام لوحة الموقف البري للجيوش‏,‏ وقد ظهرت علي اللوحة بيانات النجاح المذهل لعملية العبور علي امتداد الشاطئ الشرقي لقناة السويس الذي أصبح رجال المشاة يتحركون عليه‏,‏ ويصل الحد الأمامي لهم في بعض المناطق إلي مايزيد علي كيلو متر من شرق القناة‏.‏ وغدا نستكمل الحديث‏..‏