حقائق.........بقلم‏:‏ إبراهيم نافع........الثلاثاء 21/10

حقائق
بقلم‏:‏ إبراهيم نافع


<table cellSpacing=0 cellPadding=0 width=70 align=left border=0><tr><td align=middle></TD></TR></TABLE>انهارت أسعار البترول مؤخرا لتبلغ أقل من‏70‏ دولارا للبرميل يوم الخميس الماضي‏,‏ وهو ما يعد أقل سعر منذ نحو سبعة عشر شهرا‏,‏ وقد دعت دول منظمة الأوبك إلي اجتماع لوزرائها يوم الجمعة القادم‏,‏ بدلا من الميعاد الذي كان محددا يوم‏18‏ نوفمبر‏,‏ في محاولة لكبح التدهور الشديد والسريع في الأسعار‏,‏ حيث كان سعر البرميل قد وصل إلي أعلي سعر له وهو‏147.27‏ دولار للبرميل في‏11‏ يوليو الماضي وهو مايعني أن السعر انخفض بأكثر من‏50%‏ خلال أقل من ثلاثة أشهر وتتجه نية وزراء الأوبك إلي إقرار خفض في مستوي الانتاج للحد من اتجاه الأسعار نحو الانخفاض‏,‏ وقد طالب الرئيس الحالي لمنظمة الدول المصدرة للبترول الدول الأعضاء باقرار خفض كبير في الانتاج‏,‏ وهو مايأتي متوافقا مع تصريحات العديد من وزراء الأوبك خاصة في ليبيا وإيران وفنزويلا وقطر‏,‏ وفي رد فعل علي تصريحات وزراء الأوبك اعتبر رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون ان مساعي الدول المنتجة للنفط لتخفيض انتاجها أمر مخز لأن الدعوة لتقليل إنتاج البترول للعمل علي رفع أسعاره تأتي في وقت يواجه فيه العالم أكبر أزمة منذ عقود‏,‏ والتوصيف الذي استخدمه رئيس الوزراء البريطاني يعد في تقديري هو الذي يمكن وصفه بالمخزي‏,‏ فالأزمة التي يعاني العالم الان من ويلاتها هي أزمة بدأت في الولايات المتحدة الأمريكية‏,‏ وتبعتها دول أوروبا الموحدة‏,‏ وخسرت فيها بعض البلدان جزءا من ثرواتها بما في ذلك الدول المصدرة للبترول‏,‏ أضف إلي ذلك ان دول الأوبك حذرت طويلا منذ بداية هذا العام من تصاعد قوي المضاربة ومسئوليتها عن الارتفاع المبالغ فيه في أسعار البترول‏,‏ وأبدت خشيتها من النتائج التي يمكن أن تترتب علي تحكم قوي المضاربة في الأسواق‏,‏ والواقع ان الدول الغربية المستهلكة لم تعر هذا الموضوع التفاتا سوي متأخرة جدا‏,‏ وتحاول الان ان تحمل دول الأوبك مسئولية الخروج من الأزمة‏,‏ والغريب ان ذلك يطلب علي حساب التضحية بمصالح ومقدرات دول لم يكن لها يد فيها علي الإطلاق‏,‏ والسؤال العكسي الذي يمكن طرحه هنا هو ما رد السيد براون إذا ما كان المطلوب من الدول الغربية التضحية بمصالحها من أجل حل المشكلات الاقتصادية التي تعاني منها دول أخري؟