صندوق الدنيا ........بقلم : أحمــد بهجــت........السبت 18/10

صندوق الدنيا
بقلم : أحمــد بهجــت


<table cellSpacing=0 cellPadding=0 width=70 align=left border=0><tr><td align=middle></TD></TR></TABLE>السيد الأستاذ‏/‏ أحمد بهجت تحية طيبة وبعد‏....‏ قرأت مقالك بأهرام‏10/11‏ بعنوان الفارق الذي أشرت فيه لحادث هبوط طائرة منذ سنوات بالكرملين وفيه تناولت تصرف دولة كبيرة وأخري صغيرة‏,‏ وتعود هذه الواقعة إلي أكثر من عشرين عاما خلت حين هبط مغامر ألماني إبان الحرب الباردة بطائرته الشراعية في قلب الميدان الأحمر بموسكو مخترقا كل الدفاعات السوفيتية‏,‏ وقد أقيل وزير الدفاع السوفيتي فورا مساء اليوم نفسه رغم عدم حدوث أي دمار أو دماء‏.‏ أسوق هذه المقدمة لأشرح بدوري الفارق بين هذا التصرف الذي أقر بالخطأ واعترف به وبين تصرف الدولة الأكبر والقطب الأوحد بعد غارة الحادي عشر من سبتمبر‏2001,‏ فهذه الضربة التي تلقتها أمريكا لم تأت من المجهول‏,‏ وإنما جاء بها عدو كان معروفا لها وقتئذ تمام المعرفة‏,‏ وهو تنظيم القاعدة سبق وأن أعلنت الحرب عليه بعد نسفه سفارتيها في إفريقيا ومدمرتها الــ يو إس إس كول في اليمن‏,‏ فأغارت علي قواعده في أفغانستان والسودان وتوعدت قياداته‏.‏ فالحرب يوم‏11‏ سبتمبر كانت قائمة بالفعل ومعلنة بين الطرفين بخلاف يوم بيرل هاربور مثلا حين أخذت أمريكا علي غرة إذ لم تعلن اليابان الحرب عليها إلا وطائراتها في السماء قاب قوسين من الأسطول الأمريكي‏,‏ وكل التحقيقات والتحريات التي جرت في أمريكا عقب هجمات سبتمبر حملت الأجهزة المعنية المسئولية كاملة‏,‏ لهذا بدا غريبا وعجيبا وضد طبيعة الأشياء أن أحدا هناك لم يستقل أو يقل رغم فداحة الضربة وفضيحتها ورغم ما صاحبها من دمار ودماء‏.‏ إننا لنعجب لهذه الديمقراطية التي يفتخرون بها كيف أقالت رئيسا لأنه كذب وحاكمت آخر لأنه عبث‏,‏ ثم سكتت عن رئيس وإدارته ناموا ملء جفونهم عن واجبهم في حماية أمريكا رغم كل الإرهاصات حتي ضربت في نوبتهم كما لم تضرب في تاريخها من قبل‏,‏ ولو أن الأمريكيين أقالوا بوش وإدارته يومذاك لكانوا قد كفوا العالم وكفوا أنفسهم شرورا ما كان أغني الجميع اليوم عنها‏.‏ د‏/‏ يحيي نور الدين طراف أستاذ جراحة عظام الأطفال كلية الطب ــ جامعة القاهرة أحمــد بهجــت