كل يوم........بقلم : مـرسي عطـا الـلـه.......الجمعة 17/10

كل يوم
بقلم : مـرسي عطـا الـلـه

(‏11 ‏)
<table cellSpacing=0 cellPadding=0 width=70 align=left border=0><tr><td align=middle></TD></TR></TABLE>كل التقارير والدراسات العسكرية والاستراتيجية الدولية التي تناولت حرب أكتوبر‏1973‏ أجمعت ـ دون استثناء ـ علي أن الدور الذي لعبه سلاح المهندسين في حرب أكتوبر يعتبر واحدا من أبرز الأدوار التي صنعت معجزة العبور بأقل قدر من الخسائر البشرية‏,‏ وفي أسرع وقت ممكن لحرمان العدو من الاستفراد بطلائع العبور الأولي من قوات المشاة قبل أن تلحق بها الدبابات والأسلحة الثقيلة فور الانتهاء من إنشاء كباري العبور‏.‏ لم تكن مهمة سلاح المهندسين مقتصرة علي إنشاء الكباري فقط‏,‏ وإنما كانت هناك مهام أخري عديدة أهمها فتح الثغرات في الساتر الترابي‏,‏ وإزالة الألغام المحيطة بخط بارليف‏,‏ وهو ما تطلب جهدا خارقا‏,‏ خصوصا في الأسابيع الخمسة التي سبقت ساعة الصفر يوم‏6‏ أكتوبر‏,‏ ودون أن يتمكن العدو من رصد هذا الجهد الجبار الذي جري إنجازه تحت مظلة من خطة خداع هندسية بارعة‏.‏ ولعل من بين أكثر أسرار حرب أكتوبر التي لم يكشف النقاب عنها أن سلاح المهندسين كان هو السلاح الوحيد الذي تتلقي غرفة عملياته صورة بالكربون من بلاغات الجيوش الميدانية إلي غرفة العمليات الرئيسية في المركز رقم‏(10)‏ في نفس اللحظة لأن المهام الحقيقية لسلاح المهندسين كانت مرتبطة بسير العمليات ولاتحتمل التأخير‏,‏ ولو لدقيقة واحدة عن موعدها‏.‏ وإذا كان القتال قد بدأ فعليا في الساعة الثانية وخمس دقائق من بعد الظهر بالضربة الجوية الأولي التي أعقبها مباشرة قصف مدفعي علي امتداد الجبهة لكي تبدأ الموجات الأولي لخمس فرق مشاة وقوات قطاع بورسعيد في اقتحام القناة بدءا من الساعة الثانية وعشرين دقيقة فإن صيحات الله أكبر التي كانت تدوي علي الجبهة دوت بنفس الحماس في غرفة عمليات سلاح المهندسين عندما وصلتهم أول إشارة بارتفاع العلم المصري وسقوط أول حصون خط بارليف في منطقة القنطرة في تمام الساعة الثالثة من بعد الظهر‏,‏ وبدء الكتائب البرمائية في العبور من منطقة البحيرات المرة‏,‏ وكان ذلك إيذانا باقتراب ساعة الصفر للمهمة الكبري لسلاح المهندسين‏.‏ وعندما كانت عقارب الساعة تشير إلي الرابعة وخمس وأربعين دقيقة عصر يوم‏6‏ أكتوبر كانت تشكيلات‏75‏ فصيلة من المهندسين العسكريين قد عبرت القناة تحت غطاء نيران المدفعية المصرية لتبدأ علي الفور ضخ المياه لفتح‏75‏ ممرا علي طول الساتر الرملي الممتد علي الشاطئ الشرقي للقناة‏.‏ ولم تكن قد مضت سوي‏25‏ دقيقة فقط حتي جاءت البشري الأولي‏,‏ بأن المهندسين العسكريين قد نجحوا في تمام الساعة الخامسة وعشر دقائق في فتح وتمهيد أول ممر في الجيش الثاني‏,‏ وهو الممر رقم‏42‏ في نطاق الفرقة‏18‏ مشاة بقطاع القنطرة‏..‏ وبعد ذلك جاءت البشري الثانية في نطاق الفرقة‏16‏ مشاة جنوب الاسماعيلية بإعلان نجاح مهمة فتح الممر رقم‏2‏ في تمام الساعة الخامسة و‏35‏دقيقة‏.‏ وغدا نواصل الحديث‏..‏