كل يوم............بقلم : مـرسي عطـا الـلـه.........الاثنين 13/10

كل يوم
بقلم : مـرسي عطـا الـلـه

‏( ‏7‏ ) ‏
<table cellSpacing=0 cellPadding=0 width=70 align=left border=0><tr><td align=middle></TD></TR></TABLE>أعتقد أن كل المهتمين بدراسة وتحليل تاريخ الحروب خصوصا في العصر الحديث‏,‏ من كبار الخبراء والمحللين الاستراتيجيين علي مستوي العالم أكثر الناس فهما وإدراكا للمعجزة الكبري التي صنعها ضباط وجنود القوات المسلحة المصرية بعبورهم قناة السويس بهذه الدرجة من السرعة والجسارة وقلة الخسائر البشرية قياسا علي ماهو معروف في قواعد العلوم العسكرية بأن عبور الموانع المائية كان ـ ولايزال ـ من أشق العمليات وأعقدها وأكثرها احتياجا للمزيد من التضحيات البشرية‏..‏ فما بالنا إذا كان المانع المائي هو قناة السويس الذي يفوق كل ما سبقه من موانع مائية في سجل الحروب التاريخية‏.‏ إن قناة السويس‏,‏ باعتراف كل الخبراء المحايدين الذين كانوا يحذرون مصر من مخاطر العبور بعملية عسكرية واسعة كانوا يستندون إلي مجموعة حقائق لايمكن التشكيك فيها ولم يكن لديهم علم بأن القيادة المصرية قد درستها ووضعتها في الحساب بعد أن وفر العقل والفكر المصري وسائل وآليات التعامل مع هذه المصاعب التي تنبعث منها تلك التحذيرات‏.‏ كانت هناك ظاهرة المد والجزر حيث يختلف منسوب المياه في القناة تبعا لارتفاعها وانخفاضها في اليوم الواحد عدة مرات‏,‏ ويبلغ فارق المنسوب نحو مترين في منطقة جنوب القناة قرب ميناء السويس‏.‏ وكانت هناك أيضا مشكلة سرعة التيار واتجاهه حيث تتميز القناة بشدة التيار وسرعته‏,‏ والتي تبدأ من‏18‏ مترا في الدقيقة في القطاع الشمالي وتصل إلي‏90‏ مترا في الدقيقة في القطاع الجنوبي‏..‏ والأصعب والأخطر من ذلك أن اتجاه التيار يتغير دوريا كل‏6‏ ساعات من الشمال إلي الجنوب وبالعكس‏.‏ ثم إن قناة السويس كانت تنفرد عن سائر الممرات والموانع المائية في العالم بأنها ذات شاطئ شديد الانحدار ومغطي بستائر أسمنتية وحديدية رأسية تمنع نزول وصعود المركبات البرمائية إلا بعد توفير تجهيزات هندسية دقيقة ومسبقة‏.‏ وأيضا فإن قناة السويس‏,‏ التي يتراوح عرضها بين‏220,180‏ مترا ويصل طولها إلي‏175‏ كيلو مترا يبلغ عمقها ما بين‏16‏ و‏18‏ مترا وينخفض سطح المياه فيها عند حافة الشاطئ بنحو مترين الأمر الذي يتعذر معه اتمام أي عملية عبور لاطفوا وخوضا ولاسيرا علي القاع‏.‏ وغدا نواصل الحديث‏..‏