صندوق الدنيا.........بقلم : أحمــد بهجــت .........السبت 11/10

صندوق الدنيا
بقلم : أحمــد بهجــت

الفارق
<table cellSpacing=0 cellPadding=0 width=70 align=left border=0><tr><td align=middle></TD></TR></TABLE>دخلت طيارة بدون طيار مجالا جويا ليس مجالها‏...‏ هذا هو الخبر دعونا نتتبع الخبر علي أساس ان احدي الدولتين دولة كبيرة والثانية صغيرة‏,‏ إن المسئول الحقيقي عن اختراق سماء الدولة سيظل بعيدا عن المساءلة والحساب‏.‏ وستبحث هذه الدولة الصغيرة عن حارس علي الحدود لتحميله مسئولية ما حدث‏,‏ واعتباره مقصرا في التبليغ عن الطائرة التي عبرت السماء فوق رأسه وهو واقف في مكان حراسته علي الأرض وستلصق بهذا الحارس الصغير تهمة الإهمال والتسيب‏,‏ وسيتحول هذا الحارس إلي كبش فداء‏.‏ أما الرؤوس الكبيرة المسئولة عن الحدث الأصلي فسوف تظل فوق الشبهات وفوق المساءلة‏,‏ وربما تتلقي تكريما أو ترقية‏,‏ وسيكون المنطق الحاكم هنا انه لا يجوز أن تتهم الرؤوس الكبيرة بالاهمال‏,‏ لأن هذا يؤثر في سمعة الدولة عموما ويؤثر في هيبتها‏.‏ ومن هنا سوف تسدل الدولة الصغيرة ستارا علي الموضوع‏,‏ وربما أصدرت سلطاتها بيانا تقول فيه إن الحديث قد كثر عن الطائرة التي دخلت سماء الدولة بطريق الخطأ‏,‏ ولما كان الموضوع حساسا وله ابعاده ويخدم دولة منافسة كبري‏,‏ فسوف يحظر نشر أي شي ء عن الحادث كما سيحظر الكلام فيه منعا للبلبلة‏,‏ وبهذه النهاية السعيدة ينزل الستار علي الحادث وتظل أسبابه قائمة وإن كانت مغطاة ويظل الداء موجودا وان كان مختفيا‏.‏ ولو تأملنا اسلوب علاج الحكومة السوفيتية لحادث اختراق طائرة رياضية فسوف نجد أننا أمام تصرف دولة كبري‏,‏ وإن كان تصرفها لا يخلو من تصرفات الدول الصغري‏,‏ لقد وقع الحادث منذ سنوات ولقد عوقب المسئول علي الفور‏.‏ وبدأت حركة تصحيح حقيقية لعلاج ما حدث وخلال التحقيقات لم يعرف النوم طريقه لاهل الكرملين‏,‏ ثم اسفرت التحقيقات أن صاحب الطيارة ضل طريقه في السماء‏,‏ وكان مرهقا‏,‏ مضت عليه ساعات طويلة دون طعام أو شراب‏,‏ وكان الكرملين هو الفنارة التي نزل في ساحتها‏.‏