صندوق الدنيا.........بقلم : أحمــد بهجــت.......الجمعة 10/10

صندوق الدنيا
بقلم : أحمــد بهجــت

الفكرة الواحدة
<table cellSpacing=0 cellPadding=0 width=70 align=left border=0><tr><td align=middle></TD></TR></TABLE>كان توفيق الحكيم يري أنه لايوجد كاتب يستطيع أن يتقيد في كل أعماله بنفس الفكرة وإلا كان مجنونا‏,‏ فالجنون احيانا هو الجمود علي فكرة معينة‏..‏ من هنا تغير الموقف الفكري لتوفيق الحكيم خلال حياته الادبية التي امتدت أكثر من نصف قرن‏.‏ برغم هذا التغيير نستطيع أن نلاحظ مجموعة من الأفكار الثابتة التي تتحول الي مايشبه النواة التي يولد حولها التغيير‏.‏ كان الحكيم يؤمن بحرية العقل والقلب والروح معا‏,‏ وكان يؤمن بأهمية الفكر الحر وضرورة هيمنته وتوجيهه للسلطة‏,‏ وكان يؤمن بأهمية الاتجاه نحو منابع الدين والارتواء منها‏,‏ وليست مصادفة انه اتجه أول ما أمسك القلم الي الكتابة التي تستلهم التراث الديني‏,‏ فكانت أول أعماله هي مسرحية أهل الكهف وهي مسرحية وردت قصتها في القرآن الكريم‏,‏ وقد كتبها الحكيم منذ ستين سنة‏,‏ بعد ذلك بثلاث سنوات فقط كتب كتابه محمد عليه الصلاة والسلام وهو سيرة ذاتية بأسلوب الحوار اعتمد فيها الحكيم علي كتب السيرة‏..‏ بعد عشر سنوات أي في خريف عمره عاد الحكيم إلي منابع الدين وكتب مختار تفسير القرطبي وهو كتاب ضخم أدهش الناس أن يعكف عليه الحكيم كل هذه السنوات‏.‏ بعد أربع سنوات أعاد الحكيم النظر في كتابه التعادلية‏,‏ وهو كتاب نشره منذ‏55‏ سنة ولم يجد له صدي‏,‏ وعاد الحكيم يضيف الي الكتاب جزءا كاملا عن الاسلام وسمي كتابه التعادلية والاسلام وأسند فيه نظريته الي قيم الاسلام ومبادئه التي كانت تتطابق معها تماما‏.‏ ثم جاءت تجربته في حوار مع الله أو رسالة الي الله‏,‏ وهي تجربة فشلت لأن الحكيم لم يكن في قمة صفائه الذهني‏.‏ نريد أن نقول إن اتجاه الحكيم في بداية عمره وفي نهاية عمره كان الي منابع الدين‏,‏ ولم يكن اتجاهه هذا زيارة عابرة أو مجرد مصادفة‏,‏ إنما هو اختيار واع ومقصود بدأ الكاتب به حياته وانهاها به‏.‏

موضوع جميل