كل يوم............. بقلم : مـرسي عطـا الـلـه .........الجمعة 10/10

كل يوم
بقلم : مـرسي عطـا الـلـه


<table cellSpacing=0 cellPadding=0 width=70 align=left border=0><tr><td align=middle></TD></TR></TABLE>في غمرة الأحداث المتتالية التي شغلتنا خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان وما أعقبها من احتفالات عيد الفطر المبارك ثم احتفالات نصر أكتوبر المجيد لم تسمح الظروف بالتوقف أمام خبر أوردته وكالات الأنباء حول إقامة حفل‏,‏ افطار رمضاني للجالية المصرية داخل مقر البرلمان الأيرلندي في مدينة بلفاست‏,‏ وبمشاركة نائب رئيس الوزراء الأيرلندي جيفي دولاندسون‏,‏ الذي ألقي كلمة أكد فيها اعتزازه بالإسلام كدين سماوي‏,‏ وأعرب عن دهشته من محاولات التشويه المتصاعدة منذ أحداث‏11‏ سبتمبر عام‏2001,‏ مؤكدا أن هذا الحفل يعد بمثابة رد اعتبار للإسلام والمسلمين‏.‏ والحقيقة أن هذا الحدث ينبغي التوقف أمامه‏,‏ خصوصا أن عمدة بلفاست كان راعيا أساسيا للحفل الذي شهد لأول مرة أداء صلاة المغرب داخل مقر البرلمان الأيرلندي بعد رفع الأذان في جو روحاني وإيماني استحوذ علي إعجاب المشاركين في الحفل من ممثلي المجتمع المدني والبرلمانيين الأيرلنديين‏.‏ إن ما حدث يمثل رسالة إلي الجميع لوقف نزعات التعصب والتطرف‏,‏ التي تسئ للأديان جميعا وتتصادم مع دعوتها إلي الحب والتسامح‏,‏ ونبذ الفرقة والضغينة باعتبار أن الجميع يعبدون إلها واحدا‏.‏ وإذا كانت التحية واجبة للحكومة الأيرلندية ولعمدة بلفاست علي هذه المبادرة فإن المهم هو كيفية البناء عليها من أجل أن يتحول هذا الحفل إلي أرضية صلبة مشتركة للحوار بين الثقافات والحضارات والأديان باتجاه تعزيز خطوات التقارب وإزالة كل أسباب التنافر‏.‏ إن المسألة في اعتقادي أكبر من أن ينظر إليها علي أنها عمل من أعمال المجاملات البروتوكولية ومن ثم فإن المسئولية تقع علينا في المقام الأول من أجل أن تمثل بعثات الدعاة الموفدين من الأزهر الشريف إلي مختلف دول العالم خلال الشهر الفضيل قوافل للتنوير الفكري والروحاني بحيث تعكس في خطابها وسلوكياتها الصورة الصحيحة‏,‏ التي تليق بالإسلام والمسلمين‏,‏ التي يختصرها البعض في موائد الطعام والشراب‏.‏ ومن المؤكد أن وجود جالية مصرية مستنيرة في أيرلندا كان عاملا أساسيا في إنجاح هذه المبادرة التي ينبغي أن تكون مرشدا ونبراسا لكل الجاليات المصرية في الخارج وبالذات في الغرب الأوروبي من أجل تصحيح الصورة الذهنية عن الإسلام والمسلمين في هذه المجتمعات‏,‏ التي تتعرض منذ سنوات لأكبر عملية تحريض متعمد وخبيث‏.‏ وفي اعتقادي أننا بأدوات العقل والحكمه وبمنهج العلم والإيمان‏,‏ الذي ينبغي أن تتسلح به جالياتنا في الخارج يمكن لنا أن نحاصر دعاة التحريض‏,‏ وأن نهزم دعاوي العداوة والصدام بما نقدمه من نماذج حيه لسماحه الإسلام قولا وسلوكا‏!‏ ‏......‏ وغدا نستأنف من جديد رحلتنا مع نصر أكتوبر المجيد‏.‏