صندوق الدنيا.........بقلم : أحمــد بهجــت...الخميس 9/10

صندوق الدنيا
بقلم : أحمــد بهجــت

أسباب أخري للكارثة
<table cellSpacing=0 cellPadding=0 width=70 align=left border=0><tr><td align=middle></TD></TR></TABLE>الأستاذ الكاتب الكبير أحمد بهجت تحية طيبة وبعد‏..‏ ذكرت الأوساط الرسمية العالمية أن سبب الكارثة الاقتصادية التي تتعرض لها الولايات المتحدة حاليا يرجع إلي اسراف البنوك العقارية في منح قروض لبعض المواطنين لشراء العقارات‏,‏ ولما كانت هذه القروض بدون ضمانات كافية‏,‏ فقد امتنع المقترضون عن سداد ديونهم‏,‏ مما يهدد الاقتصاد الأمريكي بكارثة‏.‏ ومن يطلع علي مشروع قانون الموازنة الفرنسي‏2011/2009‏ يدرك حجم الأزمة في فرنسا‏,‏ إلي حد وصفها بأنها‏11‏ سبتمبر الاقتصادي‏,‏ وكعلاج جزئي اقترح الاسراع بتحسين وبيع المفاعلات النووية السلمية‏.‏ وهذا كله يؤكد أن الأمر لا يتعلق بالرهن العقاري وحده‏!!‏ والسؤال الأعمق هو لماذا توقف المقترضون عن السداد؟ وما هي الأسباب الأخري للكارثة؟ الأرجح أن السبب يرجع أيضا ـ في أحد جوانبه المسكوت عنها ـ إلي أن حفنة من المتطرفين المتعصبين في العالم الغربي ممن أطلقوا علي أنفسهم اسم الصقور‏,‏ أنفقوا ثروات شعوبهم علي ما أسموه بالحروب الاستباقية‏,‏ ضد عدو وهمي اخترعوه وروجوا ضده الأساطير‏,‏ وتحدثوا عن حتمية الصدام معه وتدميره‏!‏ وهكذا تحالف المتطرفون وحشدوا الجيوش واتجهوا بأموال شعوبهم إلي الرمال والجبال والكهوف وأضاعوها ـ بلا طائل ـ في عواصف الصحراء‏!‏ وبالرغم من أن بعض التمويل جاء من مصادر أخري‏,‏ إلا أن البنية المالية الغربية تم استنزافها وأصابها الخلل الجسيم‏,‏ فتعثر المقترضون وغيرهم‏,‏ ويكاد الاقتصاد الغربي أن يذوب ـ وهذا بحسب تعبيرهم ـ والآن فإنه علي الإدارات الجديدة أن تستوعب دروس التاريخ‏,‏ وألا تقع في ذات الخطأ التاريخي الذي وقعت فيه قوي عظمي أخري سابقا‏,‏ لأن الكارثة هذه المرة قابلة للامتداد ـ هناك وهنا ـ ولن ينجو منها أحد‏.‏ هذه هي الرسالة التي وصلتني من المستشار محمود العطار نائب رئيس مجلس الدولة‏.‏