mohamed magd نائب المدير
عدد الرسائل : 4359 تاريخ الميلاد : 15/10/1990 العمر : 33 الموقع : www.elnogoom.ahlamontada.com العمل/الترفيه : النت التاريخ : 15/10/1990 نقاط : 7094 تاريخ التسجيل : 01/09/2008
| موضوع: من قريب........بقلم : سلامة أحمد سلامة.....الخميس 9/10 الخميس أكتوبر 09, 2008 12:59 am | |
| من قريب بقلم : سلامة أحمد سلامةزواج المال والفن! | <table cellSpacing=0 cellPadding=0 width=70 align=left border=0><tr><td align=middle></TD></TR></TABLE> مازالت جريمة ذبح المغنية اللبنانية سوزان تميم التي اتهم فيها الملياردير المصري هشام طلعت مصطفي بالتحريض علي قتلها, بواسطة ضابط شرطة سابق ـ محسن السكري ـ تثير شهية وسائل الإعلام وقد وقعت في لحظات تحول في تطور المجتمع المصري, جعلت كل واحد فيه علي استعداد لأن يكون طرفا في المأساة, وجمعت بين دفتيها معظم عناصر الإثارة السياسية والاجتماعية والعاطفية.
فالمتهم بالتحريض شخصية نافذة في المجتمع وفي الحزب الحاكم, ونائب في مجلس الشوري ورئيس لجنة الاسكان, وهو يمثل نمطا لطبقة جديدة ظهرت في الحياة العامة أخيرا بين الذين أثروا عن طريق شراء أراضي الدولة بسعر بخس, وتحويلها الي منتجعات فاخرة وقصور للأغنياء وليس عن طريق انتاج زراعي أو صناعي وهو ما يفتح الطريق أمام أساليب ملتوية للتحايل علي القانون.
وقد عرفت مصر خلال مرحلة الانفتاح نماذج من هذا الطراز, ازدادت طمعا وشراسة خلال السنوات الأخيرة. ولهذا لم يكن غريبا ان يكون المنفذ الوحيد للافتتان بالثروة والسلطة هو الافتتان بفنانات الفيديو كليب والمطربات الأكثر اثارة واغراء من ذوات الحضور الإعلامي الطاغي اللافت للأنظار والحواس.
وفي هذه الحالة ليس غريبا بعد زواج السلطة بالثروة, ان يكون زواج الثروة بالفن, وهي حالة تتكرر منذ وقت طويل بين أثرياء العرب وشيوخهم, ويري البعض ان اشتداد هذه الظاهرة وشيوعها في المجتمعات العربية يرجع الي ملل الرجال من انتشار النقاب والحجاب, والفصل الكامل بين الرجل والمرأة, بطريقة تتحدي الغرائز ولا تلجم الرغبة في التملك التي مازالت تميز العلاقة بين الرجل والمرأة في المجتمعات الشرقية.
ولعلنا نلاحظ كيف زادت ظاهرة الحضور الاعلامي الكثيف لفنانات الفيديو كليب وممثلات السينما في البرامج الحوارية الثقافية والسياسية.
واذا كانت مأساة تميم قد فتحت عيون الرجال ذوي الثروة والنفوذ علي مخاطر المغامرات العاطفية التي تفضي الي السقوط الذريع, فهي أزاحت الستار أمام ملايين النساء والزوجات عن العالم الخفي لحياة البذخ الذي ينفق فيه البعض بغير حدود علي محظياتهم, ثم يتظاهرون بالورع والتقوي, تعبيرا عن ازدواجية صارخة تعم المجتمعات العربية المغلقة.
غير أن النمط الأكثر غرابة في وحشيته وغبائه هو ذلك الضابط الذي نفذ الجريمة, والذي وصفه زملاؤه بالذكاء والشراسة معا, فلم يستطع صبرا علي البقاء في سلك العمل النظامي للشرطة, وآثر ان يخرج الي أسواق العمل الحر في خدمة رجال المال والأعمال, وحراستهم وقضاء صفقاتهم المريبة.
وفي مثل هذه الحالات تصبح الجريمة هي نقطة الالتقاء القصوي للانحراف, وتقع فنانة غريرة مثل سوزان تميم ضحية الصدام بين الافتتان بالثروة والشهوة وحب التملك من ناحية, وبين الطمع والقسوة والجري وراء المال السريع من ناحية أخري. ولا يبقي أمامها من اغراءات الشهرة والنجومية غير سراب خادع.. ونهاية مأساوية!! |
| |
|