ELNogoom
مرحبا بيك فى منتدى النجوم

مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه
ELNogoom
مرحبا بيك فى منتدى النجوم

مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه
ELNogoom
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ELNogoom

افلام ,اغانى ,رياضى, ثقافى , اجتماعى , دينى,العاب ,شعر ومواهب,فرفشه,كمبيوتر , وظائف خاليه, وظائف داخل مصر , وظائف خارج مصر
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
elnogoom
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
المواضيع الأخيرة
» صباح القشطة***مساء الفل
حديث الأسبوع....من الهزيمة إلي النصر‏...‏..قدرة الرفض وعبقرية العبور‏!‏....بقلم‏:‏ مرسـي عطـاالله....الخميس 9/10 I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 15, 2014 8:51 pm من طرف حاتم عبدالسلام

» مخاطر الوجبات السريعة
حديث الأسبوع....من الهزيمة إلي النصر‏...‏..قدرة الرفض وعبقرية العبور‏!‏....بقلم‏:‏ مرسـي عطـاالله....الخميس 9/10 I_icon_minitimeالأحد أغسطس 11, 2013 2:25 pm من طرف صفاء العامري

» العب رياضة يطول عمرك
حديث الأسبوع....من الهزيمة إلي النصر‏...‏..قدرة الرفض وعبقرية العبور‏!‏....بقلم‏:‏ مرسـي عطـاالله....الخميس 9/10 I_icon_minitimeالأحد أغسطس 11, 2013 2:23 pm من طرف صفاء العامري

» هل تعرف ما هو توقيت جرينتش.؟؟
حديث الأسبوع....من الهزيمة إلي النصر‏...‏..قدرة الرفض وعبقرية العبور‏!‏....بقلم‏:‏ مرسـي عطـاالله....الخميس 9/10 I_icon_minitimeالأحد أغسطس 11, 2013 2:04 pm من طرف صفاء العامري

» صور من الفضاء ادخل وشوف!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
حديث الأسبوع....من الهزيمة إلي النصر‏...‏..قدرة الرفض وعبقرية العبور‏!‏....بقلم‏:‏ مرسـي عطـاالله....الخميس 9/10 I_icon_minitimeالأحد أغسطس 11, 2013 2:02 pm من طرف صفاء العامري

» مشروب الطاقه وهم مدمر
حديث الأسبوع....من الهزيمة إلي النصر‏...‏..قدرة الرفض وعبقرية العبور‏!‏....بقلم‏:‏ مرسـي عطـاالله....الخميس 9/10 I_icon_minitimeالأحد أغسطس 11, 2013 2:01 pm من طرف صفاء العامري

» الوضوء..والوقاية من الامراض
حديث الأسبوع....من الهزيمة إلي النصر‏...‏..قدرة الرفض وعبقرية العبور‏!‏....بقلم‏:‏ مرسـي عطـاالله....الخميس 9/10 I_icon_minitimeالأحد أغسطس 11, 2013 1:59 pm من طرف صفاء العامري

» دب من الجليد آخذ في الذوبان دلالة على مخاطر التغير المناخي في كوبنهاغن
حديث الأسبوع....من الهزيمة إلي النصر‏...‏..قدرة الرفض وعبقرية العبور‏!‏....بقلم‏:‏ مرسـي عطـاالله....الخميس 9/10 I_icon_minitimeالأحد أغسطس 11, 2013 1:55 pm من طرف صفاء العامري

» النوم الكثير يسبب اضرار صحية عديدة
حديث الأسبوع....من الهزيمة إلي النصر‏...‏..قدرة الرفض وعبقرية العبور‏!‏....بقلم‏:‏ مرسـي عطـاالله....الخميس 9/10 I_icon_minitimeالأحد أغسطس 11, 2013 1:54 pm من طرف صفاء العامري

Visitors
free counters
مواضيع مماثلة
    المواضيع الأكثر شعبية
    بحث كامل عن شكسبير هام جدااااااااااااااا لكل طلاب قسم اللغه الانجليزيه
    اوصل ل5 واكتب اسم العضو او الانسان الا بتحبه
    سجل مزاجك اليومي هنا
    اختار عضو يكنس المنتدا عند رقم 7
    صور من الفضاء ادخل وشوف!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
    هل تعرف ما هو توقيت جرينتش.؟؟
    العب رياضة يطول عمرك
    النوم الكثير يسبب اضرار صحية عديدة
    شوفو مأساة اطفال الشوارع بالصور
    لعبة المزرعة الجميلة MY farm life 2 على أكثر من موقع
    بحـث
     
     

    نتائج البحث
     
    Rechercher بحث متقدم

     

     حديث الأسبوع....من الهزيمة إلي النصر‏...‏..قدرة الرفض وعبقرية العبور‏!‏....بقلم‏:‏ مرسـي عطـاالله....الخميس 9/10

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    mohamed magd
    نائب المدير
    نائب المدير
    mohamed magd


    ذكر الميزان الحصان
    عدد الرسائل : 4359
    تاريخ الميلاد : 15/10/1990
    العمر : 33
    الموقع : www.elnogoom.ahlamontada.com
    العمل/الترفيه : النت
    التاريخ : 15/10/1990
    نقاط : 7094
    تاريخ التسجيل : 01/09/2008

    حديث الأسبوع....من الهزيمة إلي النصر‏...‏..قدرة الرفض وعبقرية العبور‏!‏....بقلم‏:‏ مرسـي عطـاالله....الخميس 9/10 Empty
    مُساهمةموضوع: حديث الأسبوع....من الهزيمة إلي النصر‏...‏..قدرة الرفض وعبقرية العبور‏!‏....بقلم‏:‏ مرسـي عطـاالله....الخميس 9/10   حديث الأسبوع....من الهزيمة إلي النصر‏...‏..قدرة الرفض وعبقرية العبور‏!‏....بقلم‏:‏ مرسـي عطـاالله....الخميس 9/10 I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 09, 2008 12:48 am

    حديث الأسبوع


    من الهزيمة إلي النصر‏...‏
    قدرة الرفض وعبقرية العبور‏!‏
    بقلم‏:‏ مرسـي عطـاالله




    <table cellSpacing=0 cellPadding=0 width=70 align=left border=0><tr><td align=middle>حديث الأسبوع....من الهزيمة إلي النصر‏...‏..قدرة الرفض وعبقرية العبور‏!‏....بقلم‏:‏ مرسـي عطـاالله....الخميس 9/10 Morse101</TD></TR></TABLE>
    أعتقد أننا إذا حللنا جذور ودوافع وملابسات نصر السادس من أكتوبر عام‏1973‏ بصدق وموضوعية فإننا نستطيع أن نقول إن الشعب المصري بأسره عندما خرج يرفض الهزيمة في‏9‏ و‏10‏ يونيو‏1967,‏ كان يقول أيضا إن مصر لن تعجز عن صنع نصر يغسل عار الهزيمة ويرد الاعتبار‏.‏

    لقد كان رفض الهزيمة بهذا الاصرار والتحدي من جانب الشعب رغم سمائنا المكشوفة وأسلحتنا المحطمة يومي‏9‏ و‏10‏ يونيو‏1967‏ بمثابة التفويض الذي مكن القيادة السياسية من أن تخطو بشجاعة في عملية إعادة بناء القوات المسلحة من الصفر تقريبا وعلي أسس علمية سليمة‏...‏ وأيضا فلقد كان صمود شعب مصر واصراره علي رفض الاستسلام هو الذي مكن الأصدقاء والأشقاء من أداء دورهم المطلوب كلا علي قدر طاقته ـ اسهاما في انجاز عملية إعادة البناء العسكري المنهار في أقصر فترة ممكنة‏!‏

    <table cellSpacing=0 cellPadding=0 width=400 border=0><tr><td align=middle>حديث الأسبوع....من الهزيمة إلي النصر‏...‏..قدرة الرفض وعبقرية العبور‏!‏....بقلم‏:‏ مرسـي عطـاالله....الخميس 9/10 44502_82m</TD></TR></TABLE>

    وفي هذا السياق جاءت معركة رأس العش في أول يوليو‏1967‏ أي بعد عشرين يوما علي قرار وقف إطلاق النار لتثبت أن الصمود والتمسك بالأرض وحسن استخدام النيران من جانب قوة صغيرة من رجال الصاعقة المصريين هو النموذج الذي ينبغي أن يحتذي به من الآن فصاعدا ردا علي استفزازات الإسرائيليين ومحاولتهم توسيع خطوط وقف إطلاق النار‏,‏ فضلا عن أن هذه المعركة الصغيرة أثبتت عدم تأثير نيران الدبابات علي الأفراد المحصنين في الأرض تحصينا جيدا‏,‏ وأن قنابل الطائرات مثل قنابل المدفعية لاتؤثر إلا علي فرد واحد أو آثنين في حالة سقوطها مباشرة عليهما‏,‏ كما ثبت أن الجندي الذي يملك روحا معنوية عالية ويتمركز في موقعه بعناد يستطيع أن يكسب معركته الدفاعية‏.‏

    وأيضا وفي ذات السياق جاءت مواجهة الاشتباك الجوي بين الطائرات المصرية والطائرات الإسرائيلية فوق قناة السويس يومي‏14‏ و‏15‏ يوليو عام‏1967‏ أي بعد‏40‏ يوما فقط من نكسة يونيو لتثبت أننا إذا كنا قد فقدنا أغلب طائراتنا علي الأرض فإننا لم نفقد روح القتال التي يمتلكها طيارونا البواسل‏.‏

    نا عصر لنشات الصواريخ‏,‏ فقد كانت هذه أول مرة في تاريخ المعارك البحرية يستخدم فيها الصاروخ من لنش صغير ضد سفينة حربية كبيرة‏,‏ مما أدي إلي إعادة نظر شاملة في الأفكار السائدة في معاهد العلوم العسكرية علي مستوي العالم‏.‏

    لقد أوضحت هذه المعارك الثلاث ـ رأس العش في أول يوليو والاشتباك الجوي فوق القناة يومي‏14‏ و‏15‏يوليو وإغراق المدمرة إيلات في‏21‏ أكتوبر‏1967‏ ـ أن هدف الصمود العسكري المصري قد أصبح واقعا ملموسا في البر والجو والبحر‏...‏ ومن ثم فإن هذا الصمود هو المدخل لبدء مرحلة جديدة هي مرحلة التصدي والتعرض لأي عدوان اعتبارا من مارس‏1968,‏ حيث بلغت هذه المرحلة ذروتها في التحول لأعمال الدفاع النشيط من خلال اقتحام النقطة القوية في الدفرسوار في أكتوبر‏1968,‏ ورغم أن هذه الاغارة لم تنجح في الحصول علي وثائق أو أسري‏,‏ ورغم تكبدنا لبعض الخسائر إلا أن هذه الاغارة علي موقع حصين ليلا وفي هدوء أحدثت ذعرا في صفوف القوات الإسرائيلية‏,‏ وأعطت قواتنا الثقة في إمكان العبور بقوات كبيرة والقيام بأعمال قتال مؤثرة‏.‏

    لقد كان بدء عمليات الاغارة ضد النقط القوية بمثابة بدء مرحلة جديدة أطلق عليها اسم حرب الاستنزاف التي شهدت معارك لاتنسي مثل معركة لسان بورتوفيق ومعركة الجزيرة الخضراء‏,‏ ثم عملية الزعفرانة ورادار خليج السويس في إطار الرد الإسرائيلي‏,‏ ثم عملية جنوب البلاح ثم معركة شدوان‏,‏ وصاحب كل هذه المعارك تزايد ملحوظ في حجم العمليات الجوية الإسرائيلية ضد قواتنا بشكل عام‏,‏ وضد أضخم عمل عسكري انشائي لبناء حائط الصواريخ الذي أكتمل بناؤه تماما يوم‏30‏ يونيو‏1970‏ مؤذنا ببدء مرحلة جديدة من مراحل المواجهة لم تعد تملك فيها إسرائيل ميزة التفوق الجوي المطلقة التي كانت تتمتع بها منذ نهاية حرب يونيو‏1967.‏

    في مرحلة المواجهة العسكرية الحاسمة‏.‏

    والحقيقة أن حائط الصواريخ الذي إمتد إلي حافة قناة السويس في‏8‏ أغسطس‏1970,‏ لم يكن سوي ملحمة عظيمة من ملاحم بطولة رجال الدفاع الجوي بقيادة اللواء محمد علي فهمي‏..‏ ويكفي أن نتذكر أن مصر أنجزت بناء هذا الحائط في أقل من عام تحت ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد حيث تم البناء في مراحله الأولي تحت القصف الجوي المركز للطيران الإسرائيلي الذي كان يمرح في سماء مصر بحرية منذ يوليو‏1969‏ بعد أن نجح في فتح ثغرة واسعة في وسط منظومة الدفاع الجوي ما بين بورسعيد شمالا والإسماعيلية جنوبا‏,‏ وأصبح في استطاعته أن يعبر بطيرانه خلال هذه الثغرة إلي قلب الدلتا‏,‏ ليتمكن بعد ذلك من تكثيف غاراته في العمق ويدمر دفاعنا الجوي ويوجه غاراته علي الأهداف المدنية‏.‏

    والذين عاشوا هذه الأيام الصعبة والمجيدة من تاريخ الوطن يتذكرون تماما أن الفترة من يناير‏1970‏ وحتي‏30‏ يونيو من نفس العام والتي شهدت بناء هذا الحائط الرهيب كانت هي الدليل الحي الصادق علي معدن صمود الشعب المصري‏,‏ وهي المدخل الصحيح للتفكير الجاد في القبول بإمكانية العمل من خلال خطة متكاملة لتحدي نظرية الأمن الإسرائيلي في مسرح العمليات‏.‏

    ***‏
    وللأمانة وللتاريخ فإن حرب الاستنزاف التي خاضتها قواتنا المسلحة ببسالة علي مدي‏3‏ سنوات من يوليو‏1967‏ إلي أغسطس‏1970‏ لم تكن مجرد تجسيد لرفض الهزيمة في يونيو‏1967‏ فحسب وإنما كانت بمثابة ميدان عملي لمراجعة أساليب تفكيرنا وعملنا علي المستويين الاستراتيجي والتكتيكي واستخلاص الدروس المستفادة التي تسمح ببناء استراتيجية متكاملة للمواجهة مع عدو أسكرته نشوة انتصاراته المتكررة في سابق المواجهات علي مختلف الجبهات العربية‏.‏

    المرحلة الهامة والضرورية للتهيئة القتالية والمعنوية لقواتنا لكي تكون جاهزة لتلبية نداء الواجب عندما تحين ساعة الصفر‏.‏

    كانت كمائن حرب الاستنزاف قد زودت القيادة العسكرية المصرية بعدد من الدروس المستفادة والتي من أهمها‏:‏

    أن العدو لايضع في اعتباره امكان مهاجمته نهـــارا ومن ثــم فقد تحققت المفاجأة أكثر من مرة بمهاجمته في وضح النهار‏!‏

    لقد ثبت أن العدو لايتمكن من ابداء أي مقاومة تذكر عندما يفاجأ بالهجوم ورغم تدخل احتياطاته ضد معظم الكمائن والاغارات إلا أن دوريات الاستطلاع المصرية تمكنت من تنفيذ مهمتها بالسرعة والدقة المطلوبة ومنع الاحتياطي من التدخل تحت ظلال مظلة التأمين المصرية بالقصف المدفعي تارة‏..‏ وبالمناورات الجوية تارة أخري‏.‏

    أن العوامل الرئيسية في نجاح كمائن واغارات دوريات الاستطلاع تعود أساسا إلي السرية الكاملة والدقة في التخطيط وحسن الانتخاب لمنطقة الكمين وإحداث المفاجأة بوسائل الخداع‏,‏ والسيطرة الكاملة علي أعمال الكمائن بواسطة القيادات الميدانية المتخصصة وأهم من ذلك كله هو الاستطلاع المسبق الجيد للهدف والتسليح‏ أن الوسيلة الوحيدة لتحطيم خط بارليف هي الاقتحام المباشر بواسطة أفراد المشاة‏.‏

    ومع تزايد درجة الثقة لدي المقاتل المصري في العبور والاقتحام ومواجهة العدو داخل دشم وملاجئ خط بارليف كان بناء القوات الجوية يسير هو الآخر بسرعة مطردة وازاء النجاح الذي حققته سلسلة العمليات المصرية الخاصة لجأ العدو إلي توسيع نطاق رده وبدأ منذ ديسمبر‏1969‏ في محاولة ضرب العمق المصري وكان ذلك ايذانا ببدء أروع ملحمة من ملاحم الاعداد المصري لحرب أكتوبر ملحمة بناء شبكة الصواريخ المضادة للطائرات التي أثبتت وجودها تماما في أسبوع تساقط طائرات الفانتوم في يوليو‏1970‏ وبدء مرحلة جديدة وهامة لنقل استعدادات وتدريبات القوات من مجرد العمليات المحدودة إلي التجهيز للعملية الاستراتيجية المشتركة فقد كانت القواقع قد نجحت في تكوين صدفتها‏!‏

    وكان ذلك هو المدخل لنضوج حتمية اتخاذ القرار بالحرب عند صانع القرار المصري الذي لم يكن يستهدف بهذا القرار التاريخي مجرد هزيمة العدو علي أرض القتال أو دفعة للتراجع والانسحاب وإنما كان يستهدف أساسا أن يذيق إسرائيل ـ لأول مرة منذ انشائها ـ طعم الهزيمة الاستراتيجية ـ إذ أن النتائج التي يمكن أن تترتب علي مثل هذه الهزيمة الاستراتيجية سوف تكون لها آثار بعيدة المدي أكبر بكثير من حدود التراجع والانسحاب التي يمكن ارغام العدو بالقوة العسكرية علي بلوغها في مسرح العمليات علي مختلف الجبهات‏!‏

    ***‏
    وربما يكون ضروريا ومفيدا أن نتذكر اليوم جيدا أنه خلال الاجتماع التاريخي للمجلس الأعلي للقوات المسلحة برئاسة الرئيس أنور السادات في نهاية عام‏1972‏ والذي ولد فيه قرار الحرب لم يكن خافيا علي أحد حجم المشاكل العويصة‏.‏

    لقد كان محتما علي راسم الخطة المصرية أن يضع في اعتباره كل الاحتمالات المطروحة سواء عن طبيعة تمركز العدو أو حدود ردود فعله المختلفة أو كيفية تضليل العدو وحرمانه من اكتشاف نوايانا مبكرا‏..‏ وكان السؤال المطروح هو‏:‏ هل سيكون عملنا في إطار وحجم ما مارسناه من قبل في ظل حرب الاستنزاف أن أم أنه من الأفضل أن نفكر في تنفيذ عمل أكبر من هذا الاطار؟

    كان هناك اجماع علي أن حرب الاستنزاف قد استنفدت أغراضها‏...‏ وقد أقر المجلس الأعلي للقوات المسلحة في اجتماع لاحق في ربيع عام‏1973‏ حدود العملية العسكرية بأنها عملية حربية هجومية ذات طابع خاص تتم بتنسيق كامل‏,‏ وفي إطار عمل مشترك مع الجبهة السورية‏.‏

    كان مفهوم العملية الحربية الهجومية علي الجبهة المصرية أن تعبر القوات المسلحة قناة السويس‏,‏ وأن تسيطر تماما علي تحصينات خط بارليف تحت مظلة من الخداع والتمويه الذي يضمن وبدرجة تقرب من مائه في المائه من اخفاء نوايانا عن العدو وحرمانه من احتمال اكتشاف هذه النوايا وتنفيذ ضربة وقائية تجهض مخططاتنا قبل ساعة الصفر؟

    ***‏
    وبنظرة عملية مبسطة‏,‏ فلقد كانت صورة الموقف أمام راسم الخطة المصرية تتحدد خطوة بخطوة في شكل مشاكل ينبغي البحث لها عن حلول وأهم هذه المشاكل ما يلي‏:‏

    أن العدو محصن تماما في خط بارليف الذي لايمكن بنيران المدفعية تدميره لأن نيران المدفعية لا تؤثر فيه‏.‏

    أنه لا يمكن استخدام الطيران المصري ضد مواقع خط بارليف من الناحية العملية لأن القوات المصرية تتمركز علي بعد‏200‏ متر من هذه المواقع عرض قناة السويس‏.‏ ومن ثم فإن القوات الجوية المصرية سوف تركز ضربتها في العمق لشل وتدمير مراكز القيادة والاتصالات والشوشرة الالكترونية ومجمعات احتياطي المدرعات في سيناء‏.‏

    أنه فضلا عن انحدار شاطئ القناة ومشاكل المد والجزر فيها واختلاف سرعة التيار من منطقة لأخري‏,‏ فإن الساتر الترابي المرتفع والحاد الانحدار قد أثبتت كل التجارب استحالة إزالته بواسطة أقوي ضربات المدفعية وأشدها تركيزا‏.‏

    ان المجهود الحربي المصري لا يمتلك العدد الكافي من طائرات الهليكوبتر التي تسمح باجتياز هذه العقبات ونقل القوات المصرية مباشرة إلي مواقع عملها فوق الضفة الشرقية لقناة السويس‏.‏

    أن الوسيلة الوحيدة لعبور القوات المصرية لقناة السويس سوف تكون بواسطة أفراد المشاة المترجلين‏.‏

    أن أقصي ما يستطيع أن يحمله فرد المشاة عند عبور القناة هو بعض أنواع المدافع المضادة للدبابات حتي وزن‏350‏ كجم مثل الـبي‏11‏ وابتداء بـ آر‏.‏ بي‏.‏ جي‏7‏ مع العلم بأن أقصي مرمي لهذه الأسلحة لا يتجاوز‏600‏ متر‏ أن وسيلة عبور المشاة للقناة سوف تكون قوارب من المطاط‏.‏

    أن العدو أنشأ علي كل‏200‏ متر من الساتر الترابي مربضا للدبابات لإمكان استخدامها ولا تظهر من هذه الدبابات المخندقة سوي مواسيرها‏ أن تجمع احتياطيات دبابات العدو تتمركز علي أبعاد‏3‏ و‏5‏ و‏8‏ و‏15‏كم للقيام بالهجمات المضادة ضد القوات التي سوف تعبر القناة بالتعاون مع الطيران ونيران مدفعيته‏.‏

    أن كل موقع حصين من مواقع خط بارليف مزود بمواد إشعال يصل حجمها في كل موقع إلي‏300‏ طن‏,‏ وأن هذه المواد الملتهبة تستطيع تحويل القناة إلي كتلة من النيران‏,‏ فضلا عن أن العدو يقدر تماما أننا سوف نعبر بواسطة قوارب من المطاط‏.‏

    أنه في ظل أحسن الظروف فإن الأسلحة الرئيسية لن تستطيع عبور القناة قبل مدة زمنية تتراوح بين‏12‏ و‏24‏ساعة‏,‏ وذلك يعني أن أفراد المشاة سوف يتحتم عليهم أن يقاتلوا وحدهم طوال هذه الفترة ضد طيران ومدرعات وأفراد العدو‏.‏
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    mohamed magd
    نائب المدير
    نائب المدير
    mohamed magd


    ذكر الميزان الحصان
    عدد الرسائل : 4359
    تاريخ الميلاد : 15/10/1990
    العمر : 33
    الموقع : www.elnogoom.ahlamontada.com
    العمل/الترفيه : النت
    التاريخ : 15/10/1990
    نقاط : 7094
    تاريخ التسجيل : 01/09/2008

    حديث الأسبوع....من الهزيمة إلي النصر‏...‏..قدرة الرفض وعبقرية العبور‏!‏....بقلم‏:‏ مرسـي عطـاالله....الخميس 9/10 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: حديث الأسبوع....من الهزيمة إلي النصر‏...‏..قدرة الرفض وعبقرية العبور‏!‏....بقلم‏:‏ مرسـي عطـاالله....الخميس 9/10   حديث الأسبوع....من الهزيمة إلي النصر‏...‏..قدرة الرفض وعبقرية العبور‏!‏....بقلم‏:‏ مرسـي عطـاالله....الخميس 9/10 I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 09, 2008 12:48 am

    وإذن ماذا ؟
    الحقيقة أنني أكتب هذه الشهادة في اطار واجبي تجاه أجيال جديدة لابد لها أن تعرف الحقيقة‏,‏ وأن تدرك أن الطريق إلي الحرب يوم السادس من أكتوبر‏1973‏ لم يكن مجرد نزهة‏,‏ وإنما كان تدريبا مكثفا تدفقت فوق ساحاته بحور من العرق مختلطة بقطرات الدم علي مدي‏6‏ سنوات منذ لحظة الهزيمة عام‏1967‏ إلي ساعات النصر عام‏1973.‏

    لابد أن تعرف هذه الأجيال الجديدة أن العقل المصري كان يواجه أصعب إختبار من أجل وضع التصور الأمثل لمعركة ناجحة في ضوء إمكاناتنا المتاحة‏,‏ وكانت البدائل تتوالي لصنع ابتكارات جديدة لاتخطر علي بال أحد من أجل تذليل الصعاب التي تقف في طريق المهمة المقدسة‏,‏ وإنجاز هدف العبور الذي كان هناك شبه اجماع بين معظم الخبراء العسكريين في العالم علي أنه هدف مستحيل‏,‏ إلا إذا قامر المصريون بعشرات الألوف‏.‏

    لقد كانت جراح الهزيمة القاسية عام‏1967‏ تستنزف الدماء والمشاعر علي حد سواء‏..‏ وكانت حالة اللاسلم واللاحرب قد فرضت نفسها علي الموقف وبدت وكأنها الأمر الواقع الذي لافكاك منه‏..‏ وكان المناخ العام داخليا وعربيا ودوليا قد فرض حقيقة لايمكن لأحد أن يتجاهلها أو يتهرب منها وهي أن المعركة لم يعد ممكنا تأخيرها‏,‏ وأننا إذا تأخرنا عن ذلك فقد لاتتاح لنا الفرصة قبل عشرات السنين‏!‏

    وأهم أخطر من ذلك كله أن ضغوط الحرب النفسية ضد شعبنا وضد أمتنا كانت قد بلغت ذروتها إلي الحد الذي قال فيه الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون في مايو‏1973:‏ انني لا أعرف أن مصر بلد عربي بينما قال مستشاره لشئون الأمن القومي هنري كيسنجر‏:‏ إن قضية الشرق الأوسط ليست بين قائمة الأولويات وأن العرب غير قادرين علي جذب الاهتمام العالمي بها بعد أن أصبحت أشبه بجثة هامدة‏.‏

    وقبل هذا وذاك كانت حالة اللاسلم واللاحرب قد طالت أكثر مما ينبغي‏,‏ وكان المناخ العام في الداخل والخارج يكاد يوحي بأن مصر ليس بامكانها أن تقدم علي قرار خطير بشن الحرب وكسر وقف إطلاق النار خصوصا إزاء عدو يتمتع بتفوق عسكري وتكنولوجي متطور‏,‏ ويستند إلي دعم وتأييد مطلق من أكبر قوة في العالم وهي الولايات المتحدة الأمريكية التي تلتزم بحماية إسرائيل سياسيا في الأمم المتحدة وعسكريا في ساحة القتال‏.‏

    لقد كانت صدمة الهزيمة في يونيو‏1967,‏ وما أعقبها من جرعات متزايدة من هواة التشفي والانتقام من الشخصية المصرية قد صنعت مايمكن أن نسميه بحائط الخوف الذي استهدف في البداية هز ثقة الانسان المصري في نفسه‏,‏ ثم جري تعزيز هذا الحائط بتضخيم مقصود في استحالة عبور واجتياز الموانع التي ارتكز بها الاسرائيليون علي الشاطئ الشرقي للقناة‏.‏

    ثم أنه كانت هناك حرب نفسية شرسة صنعت من قناة السويس حاجزا مائيا يستحيل اجتيازه‏,‏ وخلف هذا الحاجز المائي الرهيب يمتد علي طول الشاطئ الشرقي للقناة خط من التحصينات أطلق عليه اسم خط بارليف يتكون من سلاسل متصلة من المواقع الحصينة التي شيدت علي غرار الحصون الشهيرة في الحرب العالمية الثانية مثل خط سيجفريد الألماني وخط ماجينو الفرنسي‏.‏

    وربما زاد من ثقل الشعور بالمسئولية علي صاحب القرار أن حرب الاستنزاف كانت قد استنفدت كل أهدافها بالنسبة لنا بعد النجاح في تحريك الصواريخ المضادة للطائرات إلي حافة قناة السويس بحسن استثمارنا السياسي لها عندما قبلنا وقف اطلاق النار في إطار مبادرة وليم روجرز وزير الخارجية الأمريكية في يوليو‏1970‏ وكان واضحا لنا أن أي محاولة من جانبنا للعودة إلي حرب الاستنزاف سوف تقابل بهجوم إسرائيلي شامل لايقتصر علي مجرد رد الفعل الانتقامي كما كان الحال عليه منذ معركة رأس العش الشهيرة بعد أسابيع قليلة من هزيمة يونيو‏1967‏ وحتي أسبوع تساقط طائرات الفانتوم في يونيو‏1970.‏

    كان لدي القيادة العسكرية المصرية ادراك كامل لكل عناصر التفوق التي يملكها الإسرائيليون عسكريا وسياسيا‏...‏ وأيضا كان لديها إلمام كامل بكل عناصر الضعف التي تعاني منها إسرائيل‏!‏

    باختصار شديد أقول أن العبقرية المصرية كانت أمام اختبار بالغ الصعوبة يتمثل في كيفية تهميش عناصر التفوق الإسرائيلي من ناحية واستغلال نقاط الضعف من ناحية أخري‏.‏ وربما زاد من صعوبة الاختبار ومن صعوبة المسئولية أنه كان يسود مصر كلها حتي الساعة الثانية وخمس دقائق من بعد ظهر يوم السادس من أكتوبر عام‏1973‏ احساس عميق بأننا في وضع أليم بدأ يقترب تدريجيا من مرحلة المهانة إذا استمر العجز وتواصل السكوت‏!‏
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    mohamed magd
    نائب المدير
    نائب المدير
    mohamed magd


    ذكر الميزان الحصان
    عدد الرسائل : 4359
    تاريخ الميلاد : 15/10/1990
    العمر : 33
    الموقع : www.elnogoom.ahlamontada.com
    العمل/الترفيه : النت
    التاريخ : 15/10/1990
    نقاط : 7094
    تاريخ التسجيل : 01/09/2008

    حديث الأسبوع....من الهزيمة إلي النصر‏...‏..قدرة الرفض وعبقرية العبور‏!‏....بقلم‏:‏ مرسـي عطـاالله....الخميس 9/10 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: حديث الأسبوع....من الهزيمة إلي النصر‏...‏..قدرة الرفض وعبقرية العبور‏!‏....بقلم‏:‏ مرسـي عطـاالله....الخميس 9/10   حديث الأسبوع....من الهزيمة إلي النصر‏...‏..قدرة الرفض وعبقرية العبور‏!‏....بقلم‏:‏ مرسـي عطـاالله....الخميس 9/10 I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 09, 2008 12:49 am

    للتاريخ أقول أن إرادة القتال في القوات المصرية المسلحة كانت رغم جراح هزيمة‏1967‏ أقوي من كل هذه الموانع وقد تجلي ذلك بوضوح في الابتكارات التي أفرزتها العقول المصرية في المبادرات الخلاقة التي واجه بها المقاتلون كل الظروف والتحديات الصعبة في ساحة المعركة‏.‏

    ووسط كل هذا الظلام الدامس واليأس الخانق اتخذت مصر قرار الحرب في أكتوبر عام‏1973....‏ كان القرار قرار أنور السادات‏..‏ وهذا سوف يظل مجدا مقيما يحسب له علي مدي التاريخ ـ مهما قيل من تحفظات وملاحظات عن مرحلة مابعد الحرب‏..‏ وكانت مسئولية التنفيذ علي عاتق رجال أوفياء نذروا أنفسهم لخدمة وطنهم وتحملوا بكل الشجاعة واجب وضع هذا القرار موضع التنفيذ دون أن يتعلل أحدهم بأن هناك نقصا في المعدات أو عجزا في الذخائر‏.‏

    ***‏
    وتبقي في النهاية كلمة حق وإنصاف لابد أن تقال وفحوي وجوهر هذه الكلمة أن تعبير مفتاح النصر المنسوب للضربة الجوية الأولي لم يولد في عصر الرئيس مبارك وإنما قاله الرئيس الراحل أنور السادات أكثر من مرة‏...‏ ومن ثم فلا مجال للمجادلة في حقيقة أكدتها كافة الشهادات الموثقة للقادة المصريين والإسرائيليين الذين شاركوا في هذه الحرب‏,‏ وتولوا بعد ذلك مهمة رصد حصادها حيث أكدوا جميعا أن هذه الضربة الجوية الأولي علي جبهة قناة السويس‏,‏ وسيناء أصابت بدقة بالغة كل القواعد الجوية الإسرائيلية‏,‏ التي كانت تتمركز فيها طائرات الخط الأمامي لإسرائيل في سيناء‏.‏ مما أدي إلي تدمير مراكز القيادة‏,‏ ومحطات الرادار‏,‏ ومراكز الاعاقة والشوشرة الالكترونية‏.‏

    لقد استطاع نسور مصر في ضربتهم الجوية الأولي أن يشلوا حركة إسرائيل تماما بعد نجاحهم في تدمير مواقع الدفاع الجوي في سيناء خصوصا مواقع صواريخ هوك الأمريكية التي كانت إسرائيل قد تزودت بها حديثا‏,‏ كما نجحت الضربة في تعطيل مدارج المطارات في سيناء‏,‏ مما أدي إلي انعدام قدرة استخدامها لفترة زمنية معقولة تمت خلالها مهمة العبور بعيدا عن قدرة العمل الجوي الإسرائيلي من هذه المطارات القريبة‏.‏

    ثم كان ما كان بعد ذلك من أداء رائع ومتصل لقواتنا الجوية في تأمين العبور علي امتداد ساحة المواجهة بأكملها‏,‏ وحماية العمق المصري من محاولات الاختراق الإسرائيلية فضلا عن المهام الانتحارية التي قامت بها أسراب الهليكوبتر خلف الخطوط الإسرائيلية طوال مراحل الحرب‏.‏

    ولعلنا نتذكر جيدا كيف سري نبأ نجاح الضربة الجوية في صفوف المقاتلين المصريين ليرفع روحهم المعنوية إلي السماء‏,‏ بعد أن سقطت أسطورة الذراع الطويلة لإسرائيل باسم التفوق الجوي‏,‏ والقدرة التكنولوجية والتدريب الدقيق‏...‏ أما علي الجانب الآخر ـ في إسرائيل ـ فقد أصيبت كل مستويات القيادة المركزية والميدانية بالشلل ليس من هول المفاجأة فحسب‏,‏ وإنما من دقة نجاح الضربة الجوية‏,‏ وما ترتب عليها من خسائر موجعة لم تتوقعها إسرائيل بأي مقياس‏.‏

    وبينما كانت مصر كلها تعيش أسعد لحظاتها‏,‏ كان هناك رجل تعاظمت أحاسيسه في هذه اللحظة لتتجاوز حدود الفرحة والسعادة والانتصار‏,‏ بعد النجاح المذهل الذي حققته الضربة الجوية الأولي في ظل أصعب ظروف يمكن أن يواجهها أي قائد عسكري محترف لم تغب عن ذهنه للحظة مخاوف ما جري في يونيو‏1967‏ من تداعيات‏,‏ كانت كلها بالحساب الدقيق تحسب لصالح الأسطورة الإسرائيلية‏,‏ وتتصادم مع الحلم المصري في التصحيح والتعويض‏.‏

    إن الإنصاف للحقيقة والاعتزاز بالنصر المجيد وأبطاله يقتضي أن نقول أن الرجل الذي يتحمل اليوم مسئولية الوطن بأسره ويقود السفينة وسط أمواج دولية واقليمية مضطربة سياسيا واقتصاديا هو نفسه ذات الرجل الذي تحمل مسئولية اعادة بناء القوات الجوية بعد نكسة يونيو‏1967‏ وكان له شرف قيادتها يوم‏6‏ أكتوبر عام‏1973‏ واصدار الأمر بالكلمة الرمزية صدام إلي جميع مراكز عمليات التشكيلات والقواعد والمطارات الجوية المصرية‏,‏

    ظهر يوم السادس من أكتوبر ليبدأ قادة هذه المراكز والتشكيلات في فتح الأظرف المغلقة التي تحوي تعليمات تنفيذ المهمة الكبري التي كان يحلم بها منذ أن كلفه الرئيس جمال عبدالناصر بمنصب مدير الكلية الجوية في نوفمبر عام‏1967,‏ لكي يبدأ أهم مشوار في تخريج جيل جديد من النسور الذين سيتحملون مسئولية غسل عار الهزيمة ورد الاعتبار لمصر‏..‏ وعندما اطمأن الرئيس عبدالناصر إلي أنه قد أدي هذه المهمة بكفاءة واقتدار في زمن قياسي لم يتجاوز‏20‏ شهرا‏

    كان القرار الثاني لعبدالناصر باختياره رئيسا لأركان حرب القوات الجوية في‏23‏ يونيو‏1969‏ لكي يتحمل القيادة لما هو قادم من مهام جسام‏,‏ وعندما تولي الرئيس أنور السادات مسئولية الحكم لم يجد سوي اللواء محمد حسني مبارك لكي يسند إليه منصب قائد القوات الجوية في‏23‏ أبريل عام‏1972.‏

    لقد كان إحساس اللواء حسني مبارك صباح يوم السادس من أكتوبر عام‏1973‏ احساسا مختلفا تماما عن أحاسيس ومشاعر الآخرين فقد كان كل عطائه وجهده المتصل قد أصبح في الميزان‏..‏ ومن ثم فإنه كان ينتظر أن يري نتاج عمله وابداعه وتخطيطه لخدمة هذا اليوم المجيد‏,‏ من خلال خطة خداع بارعة للقوات الجوية في إطار خطة الخداع الاستراتيجية الشاملة للقوات المسلحة‏,‏ ومن خلال تلقين دقيق ومحكم للأهداف‏,‏ والمواقع التي سوف تتم مهاجمتها وتدميرها في الضربة الجوية الأولي التي يتوقف عليها مصير الحرب‏...‏

    وأيضا فلقد كانت مقاييسه واحاسيسه بعد الساعة الثانية من ظهر السادس من أكتوبر عام‏1973‏ جد مختلفة تماما عن حسابات الآخرين لأنه وحده الذي كان يعرف أكثر من غيره حجم العرق والدم الذي بذله الرجال إلي حد الاستشهاد في ساحات التدريب‏,‏ لكي يكونوا عند مستوي المسئولية بإنجاز أكبر مهمة في تاريخ مصر الحديث والمعاصر‏,‏ وهي الضربة الجوية الأولي في حرب أكتوبر‏1973.‏

    والحقيقة أننا لا نملك اليوم بعد مرور‏35‏ عاما علي هذا اليوم المجيد سوي أن نوجه كل التحية وكل التقدير للأبطال الذين صنعوا مجد مصر في هذا اليوم‏...‏ وفي مقدمتهم لائحة الشرف التي تضم قادة الأفرع الرئيسية والقادة الميدانيين الذين لايتسع حيز هذا المقال لذكر أسمائهم العظيمة والاحتفاء ببطولاتهم‏.‏

    لقد صنع هؤلاء الأبطال والشهداء سيمفونية رائعة بمشاركة أكثر من‏100‏ ألف مقاتل كان لكل واحد منهم دوره‏,‏ وكانت دليلا حيا علي قدرة الانجاز‏,‏ إذ تم التخطيط الجيد والإعداد الكافي والتجهيز النفسي والمعنوي واتخاذ القرار الصحيح في الوقت الصحيح تحت مظلة المفاجأة واستخدام أساليب الخداع التعبوي والتكتيكي والاستراتيجي‏.‏

    ويبقي أن أقول‏:‏ إن حرب أكتوبر كشفت لنا عن كثير من أسباب القوة التي نهملها أحيانا عن جهل أو عن جهالة‏...‏ فقد جاءت إثباتا لمصداقية الوجود العربي كأمة واحدة تستطيع أن تصنع المعجزات إذا اتحدت ارادتها‏..‏ كما أنها جاءت تأكيدا لمصداقية الرصيد الضخم لإمكانيات العمل العربي الموحد إذا أحسن استخدام وتوظيف هذه الامكانيات بنفس درجة استخدام سلاح البترول عندما تقتضي الضرورة ذلك بشرط أن تكون الحسابات السياسية والاستراتيجية حسابات دقيقة‏.‏

    والأهم من ذلك كله أن حرب أكتوبر كانت سبيلا لإثبات قدرة الانسان المصري والانسان العربي علي صنع المستحيل بدءا من شجاعة اتخاذ القرار ومرورا بعظمة التجهيز والحشد والإعداد ووصولا إلي روعة الأداء والتضحية من أجل عبور الهزيمة ورفع رايات الانتصار‏!‏

    ***‏
    وأعود إلي نقطة البداية في حديث هذا الأسبوع ونحن نسترجع بعض عناوين مختصرة من دفتر ذكريات هذه الحرب المجيدة لأؤكد مجددا أنه لايمكن أن نفهم حجم ما أنجزته مصر دون التوقف بالتأمل أمام صورة المشهد الأليم الذي عايشناه منذ وقوع نكسة الهزيمة العسكرية في‏5‏ يونيو‏1967‏ وحتي يوم السادس من أكتوبر عام‏1973‏ عندما نجحنا في رد الاعتبار وإذاقة إسرائيل طعم الهزيمة الاستراتيجية والتكتيكية‏.‏

    علينا أن نتذكر كيف خرجت جماهير الشعب المصري في التاسع والعاشر من يونيو‏1967‏ لتعلن رفضها للهزيمة ورفضها للاستسلام وتأكيد ثقتها بأن النصر في النهاية سوف يتحقق لمن تتوافر لديهم القدرة علي الصبر والصمت‏,‏ وإعادة بناء القوة التي ضاعت‏,‏ أو تحطمت في لحظة غمضت فيها العيون عن رؤية الخطر‏.‏

    ومن المؤكد أن الذين سيؤرخون لهذه الفترة الحالكة من تاريخ الشعب المصري‏,‏ سوف يبرزون بغير جدال كل ما أحاط بظروف تلك الساعات الرهيبة من يومي التاسع والعاشر من يونيو‏,‏ باعتبارها منطلقا إلي نقطة تحول خطيرة‏,‏ أفرزت علامات الضوء وخيوط النور التي انطلقت من روح هذه الأمة وارادتها التي صنعت ملحمة إعادة البناء العسكري علي أنقاض النكسة في زمن قياسي‏.‏

    لقد كانت الصورة‏,‏ عقب النكسة‏,‏ لاتبعث علي أي أمل‏..‏ حيث كانت الحقائق العلمية المادية الملموسة تقول إن خسائر القوات المسلحة في معداتها العسكرية تجاوزت‏80%‏ من حجم المعدات‏,‏ وأن القوات المصرية المسلحة باتت من تأثير الصدمة وروع الهزيمة مبعثرة ومشتتة وشبه تائهة‏,‏ وبالتالي فإن المحصلة العامة للقوات لاتعطي في النهاية قوة قادرة سواء علي الدفاع أو الهجوم‏.‏

    كان العدو الإسرائيلي قد نجح في احتلال رقعة كبيرة من أرض الوطن شبة جزيرة سيناء كلها‏..‏ وأصبحت قواته تتمركز علي امتداد الضفة الشرقية لقناة السويس‏,‏ بينما الضفة الغربية لقناة السويس التي لايفصلها عن الضفة الشرقية ـ حيث يتمركز العدو ـ سوي عشرات من الأمتار‏,‏ لايوجد عليها خط دفاع مصري حقيقي‏.‏

    وأهم وأخطر من ذلك كله‏..‏ أن السماء المصرية كانت شبه مفتوحة تماما‏,‏ حيث لم نكن نملك عددا كافيا من الطائرات نستطيع بها مواجهة طيران العدو إذا حاول الاعتداء علي المدن المصرية‏.‏

    باختصار‏..‏ كان الطريق من السويس إلي القاهرة مفتوحا دون أدني مقاومة‏..‏ وكان الكل في ذهول‏..‏ متأثرا بالصدمة من هول المفاجأة التي نجمت عن الهزيمة العسكرية السريعة للقوات المسلحة‏.‏

    ولهذا لم يكن غريبا ولا مفاجئا أن يعيش الاسرائيليون في نشوة الاحساس بعدم قدرة أحد علي مجرد التحدي لأسطورة التفوق والجندي الذي لايقهر‏.‏

    وطوال ست سنوات ما بين نكسة يونيو‏1967‏ وحتي وقوع زلزال العبور في‏6‏ أكتوبر‏1973‏ كان هناك احساس عام سواء داخل إسرائيل أو في معظم الأوساط الدولية‏,‏ بأن إسرائيل تملك تفوقا عسكريا ساحقا‏,‏ يمكنها من حسم أي تهديد تتعرض له استنادا إلي قوة جيشها الذي يحتفظ دائما بزمام المبادأة في يديه‏..‏ ويقدر علي إجهاض أي محاولة لتحدي قوته ـ وهي مازالت في طور النيات ـ وأنه حتي إذا نجح العرب في أن يصنعوا المعجزة المستحيلة‏,‏ وأن يبدأ بالضربة الأولي‏,‏ فإن إسرائيل تستطيع في ساعات محدودة أن تنقل الحرب إلي أرض خصومها‏,‏ وأن تؤمن سلامة العمق الإسرائيلي من أي مخاطر‏,‏ وأن تحسم الصراع بأسلوب الحرب الخاطفة التي تجيدها‏!‏

    وكانت حالة اللاسلم واللاحرب قد أدت إلي ارتفاع جدار الوهم الإسرائيلي بعدم قدرة العرب علي تغيير الأمر الواقع وضرورة استسلامهم للشروط الإسرائيلية‏..‏ وساعد علي ذلك أن دعوات اليأس والاحباط قد تعالت في معظم العواصم العربية من طول فترة السكون علي جبهات القتال‏!‏

    وكانت معظم الحسابات العلمية والعسكرية تقدر حاجة العرب ـ وخصوصا مصر ـ إلي ما يقرب من‏50‏ عاما علي الأقل‏,‏ لتجهيز الاستعدادات اللازمة لعبور قناة السويس كحاجز مائي بالغ الصعوبة‏,‏ ثم اقتحام خط بارليف‏,‏ الذي يتجاوز في تحصيناته ومناعته كل ما عرف عن الحصون العسكرية الشهيرة في التاريخ الحديث‏,‏ مثل خط سيجفريد الألماني‏,‏ وخط ماجنيو الفرنسي‏.‏

    ولكن القوات المصرية المسلحة كان لها رأي آخر‏..‏ احتفظت به لنفسها ولم تبح به لأحد‏..‏ حتي وقعت الواقعة ظهر يوم السادس من أكتوبر‏.‏.......................الاهرام
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    حديث الأسبوع....من الهزيمة إلي النصر‏...‏..قدرة الرفض وعبقرية العبور‏!‏....بقلم‏:‏ مرسـي عطـاالله....الخميس 9/10
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    ELNogoom :: اخبار الدنيا :: اخبار الحياه اليوم-
    انتقل الى: