mohamed magd نائب المدير
عدد الرسائل : 4359 تاريخ الميلاد : 15/10/1990 العمر : 33 الموقع : www.elnogoom.ahlamontada.com العمل/الترفيه : النت التاريخ : 15/10/1990 نقاط : 7094 تاريخ التسجيل : 01/09/2008
| موضوع: كل يوم....بقلم : مـرسي عطـا الـلـه.......الاربعاء 1/10 الأربعاء أكتوبر 01, 2008 6:26 am | |
| كل يوم بقلم : مـرسي عطـا الـلـه(2) | <table cellSpacing=0 cellPadding=0 width=70 align=left border=0><tr><td align=middle></TD></TR></TABLE> حسب الرؤية السائدة لدي أنصار العولمة فإن المحرك الأساسي في فكرة التقدم الإنساني يكمن في انتهاج منظومة اقتصادية دولية ليبرالية, لاتخضع لأي سلطة ضاغطة لاسيما سلطة الدولة.
ومعني ذلك أن العولمة تستهدف شل قدرة الدولة علي ضبط أليات النشاط الاقتصادي لخدمة المتطلبات, والاستحقاقات الاجتماعية, وجعل العالم كله سلعة قابلة للبيع والشراء دون قيد, أو شرط, ودون إدراك للمخاطر الرهيبة, التي يمكن أن تترتب علي هذا الجنوح العالمي!
والحقيقة أن أية قراءة منصفه للوضع العالمي الراهن تشير إلي أنه في الوقت الذي يمكن فيه الاعتراف بأن آليات العولمة تفتح فرصا للتقدم التكنولوجي وتفتح آفاقا غير مسبوقة في حرية المعرفة والمعلومات, فإن المؤكد أن هذه العولمة أدت إلي تكريس الظلم واللاعدالة في التوزيع, والموجودة أصلا بين الشعوب وفيما بينها.
وإذا كان من بين ماكان يجري التبشير به لمصلحة العولمة منذ سنوات أنها ستؤدي إلي نشر الديمقراطية, وإضعاف الأنظمة الدكتاتورية في العالم, فإن واقع الحال الآن يكشف عن مفارقة غريبة هي أن العولمة أسهمت في تفاقم مشكلات العجز الديمقراطي بصورة غير مسبوقة في الدول المتقدمة بسبب النفوذ السياسي المتصاعد للشركات متعددة الجنسيات العابرة للحدود, والتي بإمكانها التأثير في شكل, ومسيرة المجتمعات عبر مجالس إدارتها... وهي مجالس لاتعبر عن مصالح عامة الناس, ولكنها تعبر عن مصالح ملاك هذه الشركات في المقام الأول.
وليس أكذب من القول العولمي بأن تسليم السلطة السياسية للسوق سوف يقود تلقائيا إلي نشر القيم الديمقراطية, وخدمة مصالح الشعوب لأنه حتي لو نجحت العولمة في نشر مبدأ التجارة الحرة علي أوسع نطاق فإن ذلك ليس مؤشرا للرهان علي عالم أكثر سلامة, وأكثر استقرارا, خاصة إذا سيطرت قوي السوق علي آليات السلطة في المجتمعات المختلفة!
والخلاصة أن كل المؤشرات ترجح أن العولمة مالم يتم ترشيدها سوف تؤدي إلي نشوء أضرار قاتلة خاصة في دول العالم الثالث, التي باتت مهددة بأخطار حادة, بينها خطر إضعاف دور الدولة, وخطر تفجر أزمات اجتماعية طاحنة, قد تؤدي إلي تشطير المجتمعات, التي مازالت تكافح لبناء درجة معقولة من الوحدة الوطنية, والتضامن الاجتماعي.
والحقيقة برغم مرارتها تستحق الكشف عنها مهما تضمنت من إشارات متشائمة يمكن تحويلها بالجهد والإرادة إلي إشارات متفائلة بالاسهام الفاعل في دق أجراس التنبيه لضرورة الإسراع بتضييق الهوة الواسعة بين أغنياء العالم وفقرائه... مجتمعات ودولا!
والأزمة المالية الرهيبة, التي هزت أمريكا أخيرا, والتي تحمل في طياتها مخاطر علي اقتصاديات العالم بأسره, بعد أن انتقلت تداعياتها لتهز الاقتصاد الأوروبي أيضا ينبغي أن تعيد الرشد للعقول المغيبة بروشتات العولمة! |
| |
|